هل هناك علاقة بين قلة النوم والميلاتونين؟

0 17

السؤال

السلام عليكم

منذ سنتين تقريبا كنت أعاني فجأة من أرق، ولا أستطيع الدخول في النوم بسهولة، ولذلك بدأت بتناول مضاد هيستامين مثل: اوبلكس وديفينهيدرامين..، وبعد فترة مفعول مضاد الهيستامين لم يعد يجدي نفعا، ولكن تحسن النوم نسبيا لفترة كبيرة، وللأسف عاد الأرق مرة أخرى منذ سنة تقريبا، وأخذت أقراص دورميفال كانت لها تأثير في البداية، ولكن لم تستمر طويلا، فأخذت كويتابكس ٢٥ بمعدل ربع حبة، وكان تأثيره جيدا جدا، ومع مرور الوقت تأثيره أصبح ضعيفا وبطيئا جدا، فأخذت ميلاكرست أفلام ميلاتونين، أخذتها تقريبا لمدة ٣ أشهر، ولكني أشعر أن الميلاتونين جعلني لا أنام أو أن له تأثيرا سيئا على الدماغ، هل يوجد علاقة بين قلة النوم والميلاتونين أو أن الميلاتونين قل إنتاجه في الدماغ بسبب تناوله من مصدر خارجي؟

مع العلم أني كنت آخذ نصف فيلم فقط، يعني أقل من ١ مليجرام، وعندي أرق شديد جدا، وكل الفحوصات سليمة.

أرجو منكم إرشادي، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amrhanyy990 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية، وأسأل الله لك نوما هنيئا.

يجب أن تبحث في أسباب هذا الأرق، فأنت في عمر يجب أن يكون فيه النوم جيدا وممتعا وسليما، الأسباب قد تكون متعددة، مثلا مجرد الميول للسهر قد يكون سببا، ونوم النهار قد يكون سببا، وتناول الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين كالكولا والبيبسي بعد الساعة الرابعة مساء قد يكون سببا، عدم الحرص على أذكار النوم قد يكون سببا، الانشغال الفكري السلبي قبل النوم قد يكون سببا ... وهكذا.

فيجب أن تبحث هذه الأسباب كلها ويصحح الإنسان مساره إذا كانت هي السبب، بعد ذلك نبحث في الأسباب الأخرى: وجود القلق، وجود الاكتئاب أيضا هي أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى اضطراب النوم.

أنا أنصحك أولا أن تبتعد عن الأدوية ذات التأثير التعودي، هذا مهم جدا، هذا أولا.
ثانيا: يجب أن ترتب ساعتك البيولوجية على نمط إيجابي، يجعل النوم يأتيك طبيعيا؛ لأن النوم حاجة طبيعية، ويجب أن يبحث عنا ولا نبحث عنه.
أنت مطالب بـ:
- تجنب النوم النهاري.
- تجنب السهر.
- تثبيت وقت النوم.
- الابتعاد عن الكافيين وكل الميقظات بعد الساعة الرابعة والخامسة مساء.
- ممارسة الرياضة، لكن يجب أن تكون رياضة نهارية؛ لأن الرياضة الليلية كثيرا ما تؤدي إلى زيادة اليقظة.
- تطبيق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة جدا ومفيدة جدا، من يؤديها بصورة ممتازة ينام أثنائها، فإما أن يدربك عليها أخصائي نفسي، أو يمكنك أن تستفيد من أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

هذه هي النصائح الأساسية، وطبعا الذين يستعصي لديهم النوم ولا يوجد سبب لا بد أن يقابلوا أحد المختصين في مختبرات النوم، وهي موجودة في المستشفيات الكبيرة، لكن لا أعتقد أن هنالك حاجة لذلك في حالتك.

أرجو أن يكون نمط حياتك إيجابيا على الأسس التي ذكرناها، وهذا مهم جدا، لا تفكر في أشياء مزعجة قبل النوم، وكما قلنا تجنب السهر مهم، وأذكار النوم مهمة، والتفكر في أشياء طيبة أيضا مهم.

وبالنسبة للميلاتونين: حقيقة الميلاتونين من المفترض ألا يساعد أصلا الناس قبل سن الأربعين؛ لأن غدة (بانيل Pineal)، والتي تحفظ الميلاتونين تكون نشطة عند جميع الناس، ويضعف إفرازها مع تقدم السن، وبالفعل إذا كانت الغدة تعمل بصورة سليمة وتناول الإنسان ميلاتونين من الخارج هذا يؤدي فعلا إلى فعل عكسي، هذا أمر مثبت، فلا تتناول الميلاتونين، وليس لك حاجة أبدا له.

أنا سوف أصف لك دواء هو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنه يحسن النوم، ولا يؤدي أبدا إلى زيادة في الوزن أو إدمان، الدواء يعرف باسم (ترازودون Trazodone)، ويسمى (تريتيكو Trittico) في مصر، تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا ساعتين قبل النوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

طبعا الـ (كويتيابين Quetiapine) جيد، لكن لا حاجة لك به. أيضا عقار (تربتيزول Tryptizol) من الأدوية شائعة الاستعمال، وكذلك عقار (ميرتازابين Mirtazapine)، لكن أعتقد أن الترازودون أفضل بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات