مشكلتي أني أسير الماضي، فكيف الخروج من هذه الحالة؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أني إذا تذكرت موقفا صادما سابقا مثل: مضاربات، أو اعتداءات جسدية، الخ... ، أو إذا استهزأ أحد بي، فإني أتوتر وأتأثر.

كما أنني أنكر أصحابي وقت حاجتهم لأنهم لم يقفوا معي وقت حاجتي، وأعاملهم بالمثل، ولكن إذا أخطأت في حقهم أشعر بالذنب تجاههم.

كما أنني لا أحب سماع الأخبار الجديدة عن الآخرين، وأعيش في الماضي الذي يسيطر علي، وأتأثر بكلام الناس، فقد تعرضت للضرب من قبل 3 أشخاص، ولكنهم هربوا، ولم أستطع أخذ حقي منهم، مما سبب لي الخوف وكره مثل هذه الأمور.

أرجو منكم إجابتي بشكل مفصل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: من الطبيعي أن الإنسان عندما يتعرض لحوادث مؤلمة فإنها ستؤثر عليه بشكل أو بآخر، سواء وقت حدوث هذه الأحداث، أو لاحقا عندما يتذكرها، وأحيانا حتى بعد زمن طويل.

فإذا بعض الذي تعاني منه إنما هو ردة فعل إنسانية نفسية طبيعية، لحدث أو لأحداث غير طبيعية وغير مريحة، وبناء على ذلك -وللتعامل مع هذه الذكريات المؤلمة- سأذكر لك بعض الخطوات التي يمكن أن تخفف من هذه المعاناة، آخذا بعين الاعتبار أنا لا نعرف حيثيات هذا الشجار الذي حصل، ولكن ما يمكنك القيام به هي الأمور التالية:

أولا: حاول أن تعبر عن مشاعرك وذكرياتك هذه بشكل آخر مختلف، كالكتابة، أو التعبير الفني، بحيث لا تعود هذه الذكريات لذلك الأثر السلبي المزعج لك، أيضا يمكنك -كما فعلت معنا عبر استشارات إسلام ويب- أن تتحدث مع صديق أو قريب لك عما في نفسك من هذه المعاني.

ثانيا: يمكنك أيضا العمل على تحديد الحدود الشخصية بينك وبين الآخرين، وبذلك تحاول أن تتذكر، ليس فقط الأحداث المؤلمة، وإنما توازنها بالأحداث السعيدة في حياتك.

أحيانا قد يلجأ الإنسان إلى تجنب الأماكن والأشخاص التي تذكره في الماضي، فهذا متروك لك، إذا كانت هناك أماكن أو أشخاص، يذكرونك بذلك الماضي المؤلم، فيمكنك أن تحد من هذا التواصل مع هؤلاء الأشخاص أو هذه الأماكن.

ثالثا: لا بد من أن ترعى نفسك وحياتك النفسية والمشاعر عن طريق العبادات، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وممارسة تمارين الاسترخاء والنشاط الرياضي، فهذا يعزز عندك ثقتك بنفسك والاطمئنان النفسي الذي تحتاج له.

أخي الفاضل: لا أظن أنك في هذه المرحلة -ومن خلال ما وصفت- تحتاج إلى زيارة العيادة النفسية، وإنما يكفي أن تعمل على نفسك بالاهتمام، ولا شك أن البحث عن عمل يفيد أيضا، حيث لاحظت أنك ذكرت أنك عاطل عن العمل، فلذلك تقضي وقتا في تذكر الأحداث الماضية، فإشغال نفسك بعمل مفيد يمكن أن يصرف عنك بعض هذه الذكريات.

أدعو الله تعالى لك بسلامة النفس وطمأنينة الصدر.

مواد ذات صلة

الاستشارات