علاج الاكتئاب المرتبط بضغوطات الحياة

0 301

السؤال

أصبت في السنة الماضية باكتئاب نفسي (Dépression) نتيجة لمشاكل عائلية، وقد أدى هذا الاكتئاب إلى إصابتي بدوار وألم في رأسي، ذهبت إلى طبيب نفساني فأعطاني دواء(Antidepresseur: deroxat) تناولت الدواء لمدة 4 أشهر، وفي تلك الأثناء تحسنت ظروفي وحلت المشاكل والضغوطات التي كنت أعانيها.

ورغم تأكيد الطبيب على ضرورة مواصلة أخذ الدواء لمدة سنة على الأقل، إلا أنني انقطعت بعد 4 أشهر كما ذكرت.

المشكلة هي: أنني كلما صادفتني عراقيل، أو غضبت، أو فكرت كثيرا بشيء ما تعاودني الدوخة وآلآم الرأس، وما أن أعود إلى الحالة الطبيعية تذهب هذه الآلآم.

هل عودة هذه الدوخة يعود إلى عدم مواصلتي العلاج فيما مضى؟ حيث أنني قرأت أن علاج الاكتئاب يمكن أن يتواصل إلى أكثر من 4 سنوات؟ هل تنصحونني بضرورة الذهاب إلى طبيب نفساني مرة أخرى أم أنه لا فائدة في أخذ علاج آخر؟ بما أن سبب هذه الآلآم هو (Le stress).
وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، كما شخص الطبيب فإن حالتك هي نوع من الاكتئاب الظرفي، أي الاكتئاب الذي يرتبط بضغوطات الحياة، وذلك ناتج بالطبع من أنه لديك بعض الاستعداد للإصابة بمثل هذه الحالات.

الدواء الذي أعطاه لك الطبيب يعتبر من الأدوية الفعالة والممتازة، ومدة العلاج بالطبع يجب ألا تقل عن ستة أشهر، ومن الأفضل أن تكون سنة كاملة، كما نصح طبيبك.

من الضروري جدا هذا الإنسان أن يكمل مدة العلاج.

بالنسبة للشعور بالدوخة والدوار هي في الحقيقة ملازمة للاكتئاب والقلق في بعض الحالات، كما أنها قد تنتج من التوقيف أو الإيقاف المفاجئ (للزيروكسات)، ولكن في هذه الحالة أنا أميل إلى أن السبب فيها هو القلق والتوتر والاكتئاب.

يمكن أن تستفيدي كثيرا من ممارسة تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس، ويمكنك الاستلقاء في مكان هادئ وغمض العينين ثم بعد ذلك أخذ نفس عميق وبطيء – وهذا هو الشهيق – ويفضل أن يكون عن طريق الأنف، بعدها اقبضي على الهواء في صدرك لمدة قصيرة، ثم أخرجيه بقوة وبطء وعن طريق الفم – وهذا هو الزفير - كرري هذا التمرين عدة مرات في الجلسة الواحدة بمعدل مرتين في اليوم.

كما عليك التأمل في أنك في حالة استرخاء لعضلات الجسم المختلفة، هذه التمارين جيدة وفعالة جدا.

أرجو أن ترجعي وتواصلي علاجك دون انقطاع هذه المرة، وكما ذكرت هنالك من يستمر على العلاج لأربعة سنوات أو لأكثر من ذلك، ويجب ألا يكون ذلك مخيفا؛ لأن هذه الأدوية أدوية فعالة وسليمة وغير متعددة الجرعات، كما أن الناس عرضة لكثير من الضغوطات في زماننا هذا، وهنالك بعض الناس الذين لديهم الاستعداد أصلا للاكتئاب والتوتر والقلق، وفي مثل هذه الحالة يعتبر الدواء بجرعة وقائية هام جدا بالنسبة لهم.

يمكنك أن تراجعي الطبيب، أو يمكنك أن تأخذي نفس الدواء وهو جيد جدا وفعال، أو إذا أردت أن تنتقلي إلى دواء آخر فلا مانع من ذلك، فهنالك أدوية مشابهة مثل: (زولفت)، (بروزاك)، و(فافرين).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات