أشعر بالتوتر لدراستي بجامعة مختلطة، فما توجيهكم؟

0 14

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أدرس في جامعة قريبة، والدراسة فيها مختلطة، ولست معتادا على الدراسة مع البنات، وأصاب بالتوتر، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك النجاح والفلاح، وأن يزيدك حرصا وخيرا.

وقد أحسنت، فإن الخير للنساء وللرجال وهو في أن تتباعد الأنفاس، والشريعة حريصة على أن يكون الرجال بعيدين عن النساء، والنساء بعيدات عن الرجال، حتى في صفوف الصلاة، فالشريعة جعلت (‌خير ‌صفوف ‌الرجال أولها)، لبعدها عن النساء، (وشرها آخرها)، لقربها من النساء، (وخير صفوف النساء آخرها)، لبعدها من الرجال، (وشرها أولها)، لقربها من الرجال.

زادك الله حرصا وخيرا، ونسأل الله أن يهدي القائمين على أمر أمتنا، حتى يخرجوا الناس من هذا الحرج، هذا الأمر الذي فيه خطورة على مستقبل الأبناء والبنات، ونحن نريد أن نقول: الأمم التي توسعت في هذا ها هي ندمت، وها هي تجني الثمار المرة، إذ أن بلدا غربيا كبيرا قبل سنوات كان عدد الجامعات التي ليس فيها اختلاط، والتي تمنع الاختلاط أكثر من ثمانين جامعة، هذا ليس لأن عندهم دين يمنعهم، ولكن لأنهم أدركوا خطورة ما يمكن أن يحصل من تعطيل للمسارات العلمية، وفساد أخلاقي، وفساد أسري، إلى غير ذلك من الإشكالات المعروفة.

ولكن إذا تعين هذا الأمر، وليس أمام الإنسان إلا أن يدرس، فنحن نريد أن ننبه إلى أن الإنسان عندما يدخل مثل هذه الجامعات، سيجد أعدادا كبيرة من الشباب، وكذلك أعداد كثيرة من النساء، والفضلاء من أمثالك يحرصون على أن ينحازوا إلى جانب الرجال، فيجلسوا في الناحية التي فيها رجال، ويتعاملوا مع الرجال، ويبتعدوا عن مواطن النساء، وهذا هو الذي يستطيع أن يفعله المسلم، والحمد لله ستجد في الجامعة أخيارا وفضلاء، وستجد أيضا في جانب النساء متفلتات بكل أسف، ولكن ستجد أيضا محجبات ومنتقبات وحريصات على البعد عن الرجال، بمعنى أننا نريد أن نقول: الذي يريد الخير، ويريد أن يبتعد، ويحمي نفسه، ويراقب ربه، ويغض بصره، سيجد صعوبة، لكن هذا الحل موجود ومتاح، وستجد نماذجا رائعة من الشباب، وكذلك من الفتيات ممن يبتعدن عن مواطن الرجال، وتجد شبابا همهم أن يطوروا أنفسهم، وأن ينجحوا في الدراسة التي جاءوا لأجلها، والتي ينتظر نتائجها الآباء والأمهات والأوطان والأمة، تنتظر هذه النجاحات لشبابنا والفتيات.

فإذا الإنسان يشغل نفسه بالخير، يغض بصره، يكون في تعامله دائما مع الشباب الذكور، ينحاز دائما إلى الأماكن التي ليس فيها نساء، يجتهد، وسيجد العون من الله تبارك وتعالى إذا صدق الإنسان في نيته.

وأحب أن أقول أيضا: ما أنت فيه خير، وليس هناك خير في أن يتوسع الإنسان أو يعتاد الكلام مع النساء، أو قربه من النساء؛ لأن ذلك يضر الرجال ويضر النساء، فاستمر على ما أنت عليه، وابحث عن رفقة صالحة من الشباب من الرجال، ممن يذكرك بالله إذا نسيت، ويعينك على طاعة الله إن ذكرت.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يهدي القائمين على أمر أمتنا حتى يحلوا هذا الإشكال، وحتى لا يدخل الأبناء والبنات في حرج من جراء وجودهم مع بعضهم في ساحات الجامعات وقاعاتها.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات