السؤال
أنا أعاني من التفكير الدائم في الموت والشيخوخة مما سبب لي اكتئابا وتوترا وقلقا شديدا، وعدم القدرة على التركيز، والأحلام المزعجة، واختلاط التفكير، وأحس أحيانا أن صوتي قريب من أذني، وعدم التركيز عند الكلام، أخاف أن أصاب بالجنون
ذهبت إلى الطبيب ووصف لي ( ولبوترين sr ) بلا جدوى، ثم ذهبت إلى طبيب آخر ووصف لي(سبرالكس)، ولكن عندما أخذت السبرالكس حدث توتر شديد، وعدم السيطرة على النفس، فتوقفت عن أخذ الدواء.
حاليا آخذ (زولام) لأنه يهدئ قليلا ولكن أميل بعده إلى النوم.
ملحوظة: أصبحت كثير النسيان، أرجو وصف الحالة؟ ووصف دواء قليل الأعراض الجانبية؟
وشكرا على الجهد العظيم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذا الذي تعاني منه أيها الأخ الكريم هو ما يعرف بـ (المخاوف الوسواسية) وهي بالطبع أفكار سخيفة، ولكنها تفرض نفسها عليك وليست مبنية على الواقع، وهي بالتأكيد تؤدي إلى اكتئاب ووساوس، وإلى اكتئاب وتوتر.
أرجو أن تحاول أن تحقر هذه الأفكار، ولا تعطيها أي قيمة، وأن تعرف أن الشيخوخة هي مرحلة من مراحل العمر، وهي فترة الوقار، وتسأل الله أن يطيل في عمرك في الأعمال الصالحة، ويجب أن تعرف أن الموت حق، وليس أكثر من ذلك، وأن تسعى في أن تكون أكثر طمأنينة، ولا شك أن الأدوية سوف تساعدك كثيرا، خاصة الأدوية المضادة للوساوس.
السبراليكس من الأدوية الجيدة، لكنه لم يتوافق معك، إذن سيكون الدواء المناسب لك بإذن الله هو لسترال، أو ما يسمى أحيانا باسم زولفت، وجرعة البداية هي 50 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام، وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر.
هذا الدواء من الأدوية الجميلة والفعالة وقليلة الآثار الجانبية.
استعمال الزولام لا أنصح به كثيرا، إنما أنصح به عند اللزوم ولفترات محددة، فالاستمرار عليه ربما يسبب بعض التعود والإدمان، كما أنه لا يعالج الوساوس والاكتئاب، فأرجو أن تعتمد على الزولفت أو اللسترال، فهو من الأدوية المثالية لمثل حالتك، وعليك بالمزيد من الثقة في النفس، وألا تعطي هذه الأفكار أهمية كبيرة، وأن تحاول طردها، وأن تستبدلها بأفكار مضادة لها.
وبالله التوفيق.