هل أكمل دراستي أم أتزوج وأغادر البلد؟

0 13

السؤال

السلام عليكم.

فتاة عمري 22 سنة، طالبة جامعية، في السنة الثانية، لم ألتحق بالجامعة مبكرا؛ لأنهم لم يسمحوا لي بذلك.

الآن الحمد لله اقتنعوا ولكنني أحس أنني كبيرة في العمر ويجب علي أن أتزوج، وتقدم لخطبتي شاب من أحسن خلق الله، مسلم وحريص على إسلامه، ذو خلق ودين، ويريد الزواج بي، وهو من بلد آخر، بمعنى أنني لن أستطيع الزواج والدراسة في نفس الوقت.

أنا كنت دائما أصلي وأطلب من الله الزوج الصالح، وأحس أن هذا الشخص هو الزوج الصالح، فماذا أفعل هل أكمل دراستي، أم أتزوج وأغادر البلد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيهلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك التوفيق والسداد، ونحب أن نؤكد أن الزواج هو الأصل، والفتاة ما ينبغي أن تتأخر إذا طرق بابها صاحب الدين، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

والدراسة الجامعية يمكن للإنسان أن يستأنفها ولو في عمر متأخر، الدراسة الجامعية لا تعرف حدود الأعمار، ولذلك نقترح تجميد الدراسة الجامعية والدخول في مشروع الزواج، ثم بعد ذلك تستطيعين استئناف دراستك، ويمكن أن تضعي هذا الشرط على زوجك، حتى تتهيأ ظروف إكمال الدراسة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

وعندنا نماذج كثيرة نجحت في التوفيق بين الدراسة وبين الحياة الأسرية، وهذا أمر ليس فيه صعوبة، بل عندها ربما يرتفع الحماس؛ لأن الإنسان ينجح من أجل زوجه ومن أجل أولاده، من أجل أن يسعدهم، ومن أجل أن يعلمهم، فتدخل هناك دوافع كثيرة، ويكثر من يفرح بنجاح الآباء والأمهات من أبنائهم وآبائهم وإخوانهم، لذلك لا تعارض بين الأمرين.

أما إذا حصل تعارض أو كان في هذا الوقت من الصعب الاستمرار في الدراسة فنرى عدم التفريط في هذا الشاب الذي تقدم وطرق الباب، وهو من حسن الأخلاق حريص على دينه وخلقه ويريد الزواج، هذه مؤهلات عالية جدا قل أن توجد في هذا الزمان؛ لذلك لا نرى التفريط في هذا الشاب، ونؤكد أن الزواج وتكوين الأسرة هو وظيفة المرأة الكبرى والأولى والأساسية؛ لأنها تخرج الأبطال وتخرج الصالحات، وتخرج من يحملوا رايات الخير في المجتمعات.

والشاب الصالح الذي يتقدم للزواج ويحمل مواصفات عالية في زماننا عملة نادرة، وأنت في مقام بناتنا، فننصح بالسير في مشروع تكوين أسرة، وبعد ذلك فكري في مسألة الدراسة وإكمالها بالاتفاق مع زوجك.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات