أهلي يصدقون المنجمين بحجة الخلاص من السحر!

0 15

السؤال

السلام عليكم

ربي رزقني بأهل قليلي المعرفة، يؤمنون بالسحر ويخافون منه، يدفعون أموالا كبيرة وهم بحاجة لها، لأشخاص يدعون شيوخا، ويقولون لهم كلاما يصدقونه، قال لهم شيخ: بيتكم مسحور بسحر يهودي، واعملوا كذا وكذا!

أنا لا أصدق بهذه السخافة لأن هذا منكر، والرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على التقوى والإيمان بالله، ولا أحد يعلم بهذه الأمور إلا الله؛ أنا إنسان -الحمد لله- لا تهمني هذه الخرافات، ملتزم بصلواتي، وملتزم بالنوافل وقيام الليل، وأدعو ربي أن يهدي أمي وأبي.

لكن أصبح الموضوع يقهرني بشدة، أصبحت أتمنى لهم الموت حتى لا يزيد ذنبهم، أتصدق عنهم لعل ربي يغفر لهم ويهديهم، مع العلم هم أيضا ملتزمون بالصلوات؛ لكنهم يتبعون المنجمين بحجة الخلاص من السحر، أتكلم معهم ويؤدي ذلك إلى غضبهم، أصبحت لا أتكلم معهم بخصوص هذا الموضوع، ولكن هذا الشيء يحزنني كثيرا، أرجو أن تنصحوني بشيء لأني تائه.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ GHAITH حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

نتفهم -أخي- الألم الذي أصابك، خاصة وقد علمت -بحكم تدينك وما درسته من علوم الشريعة- كذب هؤلاء المنجمين وشعوذتهم، وغضب الله عليهم وعلى من اهتدى بهديهم.

أخي الكريم: والداك يريدان الخير ويجهلان الطريق، يريدان الهداية ولا يعرفان أسبابها ولا طريقة الوصول إليها، وأنت قد هداك الله إلى الحق؛ وبقي عليك أن ترضي ربك ببرهم، والإحسان إليهم، وتعليمهم الحق مع الصبر، هذا هو المأمول منك.

أما الحديث عن موتهم -حفظهم الله- أو غير ذلك من الأحاديث، فليس خلق المسلم الصادق في طلب مرضاة الله، إذا ننصحك بما يلي:

1- الإحسان إليهم والتودد لهم، وتعليمهم الحق بأسلوب هادئ، أسلوب المشفق عليهم، وليس المنتقد ولا المتعالي.
2- الحرص معهم على المحافظة على الأذكار، وكذلك قراءة سورة البقرة يوميا في البيت أو الاستماع إليها.
3- دراسة كتاب مبسط في العقيدة معهم، أو الحديث مع من يحبهم والداك من أهل العلم، أو من عنده قدرة على العلم ليحدثهم عن خطورة ما هم مقدمون عليه.
4- لا بد أن تصل إليهم بعض الأحاديث التي تصدهم عن هؤلاء الدجالين، لكن المهم أن يكون ذلك بطريق محبب إليهم، مباشر عن طريقك، أو غير مباشر عن طريق من تراه مناسبا.
5- ما نريده أن يصل لهما ما يلي:
- عن صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل صلاته أربعين يوما) رواه مسلم في صحيحه.

- وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد) رواه أبو داود بإسناد صحيح.

- وعن معاوية بن الحكم -رضي الله عنه- قال: (قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالا يأتون الكهان ؛ قال: لا تأتهم؛ قلت: ومنا رجال يتطيرون؛ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا تصدقهم) رواه مسلم.

- وعن أبي مسعود البدري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن) رواه البخاري ومسلم.

- وعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: (سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان، فقال: ليسوا بشيء، فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بشيء فيكون حقا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تلك كلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة) رواه البخاري ومسلم.

- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة في دبرها، فقد برئ مما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-) رواه أبو داود.

قال العلماء فيحرم تعاطي هذه الأمور والمشي إليها، وتصديقهم، ويحرم بذل الأموال لهم، ويجب على من ابتلي بشيء من ذلك المبادرة بالتوبة منه.

أخي الكريم: المطلوب منك وصول أهلك إلى الله سالما، وعليك التعامل معهم بود وحب وحرص حتى تصل إلى ذلك، وثق أن الله سيكتب أجرك، وأنهم متى ما علموا الحق وتابوا إلى الله تاب الله عليهم -إن شاء الله-.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات