أعاني من الاضطراب النفسي ولا أدري هل هو ذهان أم لا!

0 3

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة نفسية، أتمنى منكم تشخيص حالتي.

- منذ 3 سنوات وأنا أشعر وكأن نفسي منشطرة إلى اثنين، ولا أستطيع أن أعيش بتركيز واحد أبدا! فمثلا أشاهد التلفاز، أو أقوم بالتسوق، أو أذهب للجامعة، ويكون تركيزي على نفسي وأفكاري، ولا أستطيع أن أتخلى عن هذا التركيز، بمعنى أنسى أن أشاهد نفسي، ويبقى هذا التفكير ملازما لي، وأقوم بتكوين حوارات أو مواقف حسب الحالة المزيفة، أريد أن أعيش بحالة واحدة بدون الكلام الداخلي.

- أيضا تأتيني أفكار قبل حدوثها؛ فمثلا كان والدي يعاني من مرض، وأنا أفكر عند الموت ما سيكون عليه موقفي، وردة فعلي، وهل سأبكي؟ وفعلا أثناء وفاته وعندما عانقته سمعت صوتا بداخلي يقوم بسب والدي، وأنا أرفض الفكرة، بمعنى أن الأفكار لم تختف مني حتى أثناء موته وتشييعه، ولم أستطع البكاء، ولا حتى الشعور بالحزن، على الرغم من حبي لوالدي، وينتابني تأنيب الضمير، وأشعر بالندم، ولا أستطيع أن أعبر عن مشاعري.

- أيضا أصبحت حساسا جدا، وأقوم بتحليل أي موقف، وأي كلام، كما أنني خجول جدا.

- ضعفت دراستي وقابليتي على الحفظ تماما، على الرغم من القراءة مرارا وتكرارا.

- كما أعاني من الأرق على الرغم من تناول الأدوية.

فما سبب مشكلتي؟ وهل أعاني من ذهان أم من مشكلة نفسية؟ وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونشكرك على الثقة في الموقع.

الظواهر التي تعاني منها على مستوى التفكير: الظاهرة الأولى طبعا تدل على وجود قلق، وأحلام يقظة.

والظاهرة الثانية: تدل على وجود أحلام يقظة وسواسية، مع وجود قلق توقعي تشاؤمي.

وبالنسبة لموضوع أنك أصبحت حساسا؛ فهذا جزء من البناء النفسي لشخصيتك، وطبعا ضعف التحصيل الدراسي، لأن مستوى التركيز لديك انخفض، وذلك نسبة لوجود حالات القلق السابقة التي أوضحتها.

مشكلتك -أيها الفاضل الكريم- ليست مرضا ذهانيا، وليست مرضا عقليا أبدا، لا علاقة لك أبدا بهذه الحالات، بل هي مجرد نوع من القلق النفسي الوسواسي، الذي يحدث لبعض اليافعين، وكذلك في مرحلة المراهقة، وما بعدها.

الأمر يحتاج منك فقط لتجاهل هذه الظواهر، وهذه الأفكار، وتحقيرها، وأن تنظم وقتك، وأول خطوة إيجابية مهمة هي أن تتجنب السهر، وأن تثبت وقت النوم.

أنت ذكرت أنك تعاني من الأرق، ولابد أن ترتب الساعة البيولوجية لديك من خلال: تجنب السهر، وتجنب النوم بالنهار، وعدم تناول محتويات الكافيين -كالشاي، والقهوة، والبيبسي، والكولا، والشكولاتة، والأجبان- بعد الساعة الخامسة مساء، هذه ترتيبات مهمة جدا.

وعليك أن تمارس الرياضة باستمرار وبكثافة؛ فالرياضة تزيل كل هذه الشوائب النفسية، وتحسن من تركيزك، وتؤدي إلى طاقات إيجابية جديدة في حياتك.

حسن إدارة الوقت مطلوبة في حالتك، وحسن إدارة الوقت تؤدي حقيقة إلى النجاح، فلابد أن يكون لك جدول يومي تمارس من خلاله أنشطتك الحياتية، وأن تخصص وقتا للدراسة، ووقتا للرياضة، ووقتا للترفيه على النفس، ووقتا للعبادة، وطبعا الصلاة على وقتها، وتلاوة القرآن ... هذه كلها مطلوبة.

فإذا تنظيم الوقت يعتبر أمرا مهما في حالتك، وأنا أنصحك به حقيقة.

هذا كل الذي أود أن أنصحك به، وفي ذات الوقت ليس هنالك ما يمنع أن تتناول أحد الأدوية البسيطة التي تحسن النوم، وفي ذات الوقت تحسن كثيرا من مستويات التفكير والتركيز، حتى تتخلص -إن شاء الله- من أحلام اليقظة هذه.

من الأدوية الممتازة التي يمكنك أن تتناولها دواء يعرف باسم (أنفرانيل Anafranil) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (كلوميبرامين Clomipramine)، يمكنك أن تتناوله بجرعة 25 مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله؛ وهو دواء بسيط، وفاعل جدا، وغير إدماني، وهذه هي الجرعة الصغيرة جدا، والدواء فاعل، ولا يسبب آثارا جانبية، ربما يحدث فقط نوعا من الجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، وبعد ذلك لن يشعر من يتناوله بأي شيء.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية، وتقبل الله صيامكم وطاعاتكم، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات