السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اكتشفت أن زوجي يدخن وكان يخفي عني هذا الأمر، وكنت في البداية أشك في تصرفاته حتى وجدت في المنزل ما يؤكد أنه يدخن، علما أنني سألته من قبل وأنكر ذلك.
هل أواجهه وأخبره أنني عرفت، أم ماذا علي أن أفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اكتشفت أن زوجي يدخن وكان يخفي عني هذا الأمر، وكنت في البداية أشك في تصرفاته حتى وجدت في المنزل ما يؤكد أنه يدخن، علما أنني سألته من قبل وأنكر ذلك.
هل أواجهه وأخبره أنني عرفت، أم ماذا علي أن أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى صالح القول والعمل.
أختي الكريمة: لا شك أن التدخين من السلوكيات السيئة والمحرمة، وله أثر خطير على الصحة، كما أنه باب يفضي إلى الإدمان على كثير من العادات الخاطئة، وحرصك على صلاح زوجك وتركه لهذه العادة دليل خير في قلبك، وحب لاستقرار هذه العائلة.
أختي الفاضلة، إن إخفاء زوجك لهذا الفعل يدل على شعوره بالخجل، وربما الندم من هذه الممارسة، وهذا الشعور يجب استغلاله بشكل إيجابي لمساعدته في الإقلاع عن التدخين، كما أن تعمده الكتمان، ووقوعه في الكذب، دليل آخر على عدم رغبته في المواجهة، واعترافه الضمني بخطأ ما يفعل.
وأنت الآن أمام دور مهم، هو دور المصلح والناصح الأمين، فصلاح الزوج أحب وأولى من مواجهة عنيفة قد تأتي بنتائج عكسية، وتنقلب آثارها السلبية على استقرار الأسرة بأكملها.
ويمكنك، كمرحلة أولى، البدء بنصحه بطريقة غير مباشرة، وفق الخطوات التالية:
أولا: افتتاح حوار غير مباشر حول أضرار التدخين، كأن تتحدثي عن شخص أصيب بأمراض بسبب التدخين؛ مما يثير في نفسه التفكير دون شعور بالإحراج أو الاتهام.
ثانيا: إشعاره بعظم فقدان الصحة، فمتعة التدخين قصيرة، يعقبها ألم طويل، وقد تلقي بالإنسان في دائرة المرض والتهلكة.
ثالثا: تعزيز ثقته بنفسه، وإشعال إرادته للتغيير، عبر تذكيره بمسؤوليته عن أسرته، وأن الرجولة الحقيقية هي في السيطرة على النفس، لا في الخضوع لها.
رابعا: الاستشهاد بقصص ناجحين أقلعوا عن التدخين، وملؤوا حياتهم بعادات إيجابية نافعة، تنعكس بالخير عليهم جميعا.
خامسا: التحذير من أثر الصحبة السيئة، التي كانت سببا في الوقوع في التدخين وغيره من العادات، والتنبيه إلى أن ما يجنى منها هو الندم والضرر.
أما المرحلة الثانية، بعد فترة من الحوار غير المباشر، فتكون بالحوار المباشر، الهادئ، المحب، لا بالتوبيخ أو التشنيع. ذكريه بحرمة هذا الفعل، وادعيه إلى التوبة والرجوع إلى الله، بأسلوب يفتح قلبه لا يغلقه، ويوقظ ضميره لا يحرجه.
ولا تنسي -أختي الفاضلة- أن هذا الرجل -رغم تقصيره- هو زوجك، وله حق التقدير والاحترام، ودورك هو أن تأخذي بيده إلى الخير لا أن تنفريه منه، وتعينيه على التوبة والرجوع إلى الله، لا أن تسهمي في ابتعاده بالتشنيع عليه.
وأخيرا، الجئي إلى الله بالدعاء والتضرع، أن يشرح صدره للهداية، ويصرف عنه هذه العادة، ويحفظ عائلتك من كل سوء ومكروه.
نسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى.