زوجي بطبيعة شغله يتعامل مع النساء، فكيف أجنبه الفتنة؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي دكتور علاج طبيعي، يضطر للتعامل مع المرضى سواء كانت الحالات من النساء أو الرجال، هل هنالك حرمة في التعامل مع النساء؟ مع العلم أنه كلما تعامل مع إحداهن في جلسات العلاج الطبيعي لكي يعالجها تتحرك مشاعره نحوها، ويبدأ في التحدث معها ومصاحبتها، وهذا بالتأكيد يؤثر على حياتي الزوجية كلها، وأصبحت لا أستطيع تحمل العيش معه من كثرة النساء اللاتي يحدثهن أو يتعامل معهن، وهذا كله يندرج تحت طبيعة عمله!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يهدي زوجك لأرشد الأمور، ويحفظكم جميعا من الوقوع في معاصيه، ومخالفة أوامره، وارتكاب محرماته، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يديم الألفة والمودة بينك وبين زوجك، ويحفظ أسرتك من كل أسباب الفرقة والاختلاف.

أما بخصوص معالجة الرجل للمرأة الأجنبية عنه، فالأصل فيه المنع، فإذا اقتضى الأمر النظر إلى العورات فهو حرام، إلا عند الضرورة، والمقصود بالضرورة: الحاجة إلى التداوي التي لا تتحقق إلا بنظر الرجل الأجنبي.

أما عند تمكن المرأة من أن تتداوى على يد امرأة، فلا يجوز لها أن تكشف عورتها وتضع حجابها أمام طبيب أجنبي عنها، كما لا يجوز للطبيب أيضا أن يمارس ذلك وينظر إليها؛ لأنه ليست هناك حاجة تدعو إليه.

فهذا هو ضابط مسألة مداواة المرأة عند الطبيب الأجنبي، والإنسان رقيب وحسيب على نفسه، والله تعالى مطلع عليه، ويعلم سبحانه مدى تحقق وضابط هذه الحاجة أو عدم تحققها.

فنحن ننصحك بأن تناصحي زوجك بهدوء، وأن يكون الباعث لك على مناصحته الغيرة على حرمات الله تعالى أولا، ونحن نقدر ونتفهم مشاعر الغيرة التي تجدينها، وهذا أمر طبيعي، وأنت معذورة فيه، ولكن احذري من أن يكون هذا هو الدافع والباعث الوحيد على إثارة الموضوع مع زوجك، فإنه قد لا يستجيب لك بسهولة، فاحرصي على أن يكون الباعث الأول هو حرصك على دينه، وتجنيبه الوقوع في الحرام، والحرص على اكتساب اللقمة الحلال، التي تؤثر عليه وعلى أبنائه وبناته وبناء أسرته.

وإذا كان هذا هو الدافع والباعث المحرك لك؛ فإنك حينها ستكونين أكثر تأثيرا -بإذن الله تعالى-، وأكثر هدوءا في طرحك للمسألة، واستعيني على تحقيق هذا المقصود بإسماعه المواعظ الدينية التي تذكره بعواقب الطاعات، والصبر على امتثال أمر الله تعالى واجتناب ما حرمه، والتذكير بالجزاء العظيم الذي ينتظر المطيعين، والتذكير بالجنة والنار، والوقوف بين يدي الله للحساب والجزاء، فهذه المواعظ من شأنها أن ترقق القلب وتحيي الضمير.

واحرصي كذلك على أن تقيمي علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال ملتزمون؛ فإن الإنسان يتأثر بالجلساء والأصحاب، وقد دل على هذا كتاب الله تعالى، وأحاديث الرسول ﷺ، كما قال الله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم}، وقال النبي ﷺ: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، والناس تقول في حكمها: "الصاحب ساحب".

وأكثري من الدعاء لله تعالى بأن يهدي زوجك، ويوفقه، ويسدده، ويصلحه، فهذه كلها أسباب -بإذن الله تعالى- من شأنها أن تعين زوجك على رجوعه إلى الطريق المستقيم، وتجنبك أسباب الخلاف والفرقة والشقاق معه.

وكنا نتحدث في أول الكلام عن مسألة المداواة من الطبيب للمرأة الأجنبية، أما إقامة العلاقات مع المريضة بعد ذلك، والتحدث معها، ومصادقتها، وغير ذلك مما ذكرت، فهذا حرام؛ ولا يجوز له بحال، وهو استدراج من الشيطان، والله تعالى حذرنا من اتباع خطواته، فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

فاحرصي على رفع المستوى الإيماني لدى زوجك بقدر استطاعتك، واعلمي أن قوة الإيمان وصلاح وصحة القلب هي الضمان الأول لاجتناب الإنسان ما حرم الله سبحانه وتعالى عليه، وحفظه حين يغيب عن أعين الناس؛ فاجتهدي في تحقيق هذا المقصود، والوصول إلى هذا الهدف، وسيعينك الله تعالى على تحقيقه -بإذن الله- إذا اتخذت الأسباب الصحيحة، واتبعت الوسائل والإرشادات التي تكلمنا عنها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكلل جهودك بالنجاح، وأن يصلحك ويصلح زوجك وأسرتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات