تزوجت حديثًا وأشعر بالحزن والحنين لفترة الخطبة، فما توجيهكم؟

0 3

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت حديثا، وسافرت مع زوجي لنستمتع بوقتنا، هو إنسان طيب، خلوق، وفيه كل الصفات الطيبة، وأنا أحبه، ولكن أشعر بحزن، وألم، وأشعر أني أحببت فترة الخطوبة أكثر، أشعر أني أتألم من الداخل، وأتمنى أن يرجع الزمان إلى الوراء، لا أعلم لماذا هذا الشعور؟ أشتاق إلى جو العائلة، وأشتاق إلى الفترة التي كنت فيها بنتا، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –أختنا الفاضلة– في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يشرح صدرك، ويجعل بيتك سكنا وسكينة، ويقر عينك بما وهبك، ويزيل عنك كل شعور بالحزن أو الاضطراب.

نشكرك على صراحتك، وثقتك، ونؤكد لك أولا أن ما تشعرين به طبيعي جدا، بل شائع بين الفتيات بعد الزواج مباشرة، ولا يدل على فشل أو مشكلة في العلاقة.

بل ما تمرين به يعرف نفسيا باسم: صدمة الانتقال، أو قلق التغير الكبير؛ وهو اضطراب مؤقت يعتري النفس عند تغير الدور الذي تعيشه الفتاة، من فتاة مدللة بين أهلها، إلى زوجة مسؤولة في بيت جديد، وعليه فما تمرين به يعد طبيعيا، وله أسبابه:

- الانتقال من بيئة إلى أخرى، حتى وإن كانت أفضل، يحمل في طياته فراغا عاطفيا وذهنيا مؤقتا.
- الحنين لفترة الخطبة؛ لأنها كانت مليئة بالتشويق، وقليلة في المسؤوليات، أما الزواج فقد جلب مع الحب مسؤوليات الحياة الجديدة.
- اشتياقك لأهلك، وكونك بنتا، دليل على ترابط أسري جميل، لكنه لا يتعارض مع نجاح حياتك الجديدة.

نصائح عملية للخروج من هذه المشاعر:

- لا ترفضي الشعور ولا تنكريه، بل تقبلي أنك في مرحلة انتقال، وأن هذا الشعور لا يعني شيئا سيئا عن زواجك أو زوجك.
- تكلمي مع زوجك بلطف، ولا تخفي مشاعرك، أخبريه أنك فقط تشتاقين لأهلك، وأنك تحتاجين أياما لتتأقلمي، ولا تقلقي، الزوج العاقل يتفهم ذلك.
- اتصلي بأهلك، وتواصلي معهم بانتظام؛ وذلك بأن تخصصي وقتا للحديث مع والدتك، أو إخوتك؛ فهذا يشبع الحنين، ويخفف التوتر.
- اصنعي ذكريات جديدة مع زوجك، ولا تنتظري أن تعودي لأجواء الماضي، بل اصنعي بيتا دافئا جديدا تشعرين فيه بالأمان، وضعي لمساتك في البيت، ورتبي مناسبات صغيرة تسعد قلبك، وسافري.
- داومي على صلاتك وأذكارك، وأكثري من الدعاء: اللهم اجعل سكني مع زوجي سكنا للقلب والروح، وارزقني طمأنينة لا تزول

وأبشرك: هذه المشاعر ستزول مع الوقت، بل ستضحكين لاحقا حين تتذكرينها، وسيصبح بيتك هو الملاذ، وزوجك هو الصديق، وستحبين ما أنت فيه إذا صبرت.

نسأل الله أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأن يرزقك السكينة في بيتك، والرضا بقسمتك، والبركة في زواجك وأيامك القادمة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات