العلاقة بين زوجتي وزوج ابنتي تجاوزت الحد المألوف، فماذا أفعل؟

0 0

السؤال

السلام عليكم

زوجتي تبلغ من العمر 43 سنة، رزقها الله جمالا وشبابا، ومظهرها ابنة ثلاثين عاما، وهي منتقبة تقوم الليل، وأنا أعشقها بجنون، رغم أننا لا نتوافق في أغلب أمورنا.

كانت حياتنا مستقرة إلى حد ما، لكن لا يمكنني أن أقول إنها كانت حياة سعيدة، إلى أن تقدم لخطبة ابنتي شاب تحريت عنه، وكل من يعرفه زكاه، فتمت الخطبة، وبقيت زوجتي تحتجب منه، وتلبس النقاب.

بعد أن تم عقد القران حضر إلى بيتنا ونزعت زوجتي نقابها، فصدم، وقال لها: إنه لم يتوقع أن تكون جميلة وشابة لهذه الدرجة، وإنها تظهر وكأنها أخت ابنتها، بدأت زياراته تتكرر، وبدأ ينام عندنا أياما، فنصحت زوجتي أن تضع حدودا بينها وبينه، وتخفف من الاهتمام به، ومن تبادل الأحاديث مثل الأصدقاء، لكنها غضبت بشدة، وقالت إن كلامي نابع عن غيرتي.

مرت سنتان، وأصبح التواصل بين زوجتي وصهري شبه يومي، وكثر تبادل الاهتمام والهدايا بينهما، فطلبت منها وضع حد لذلك، فاحتدت علي ورفضت ملوحة بطلب الطلاق، وقالت: إنه مثل ابنها، وإن كثرة تواصله بسبب استشارته لها بشؤونه، لأنه يرتاح لرأيها.

صارحت صهري، وقلت له: إنه يمكنه استشارتي، أو استشارة من يشاء غير زوجتي؛ لأنه يشغلها كثيرا، وهي ليست صديقته، بل الأولى له أن يسكن إلى زوجته، ففاجأني بغضبه الشديد، وقال: إن ابنتي لا تصلح لهذه الأمور، وإن زوجتي واعية وتفهمه، وهو يرتاح بالحديث معها، وإنه يعتبرها أمه، ولا يمكن لأحد منعه من لقاء أمه والحديث معها، وإنها ترتاح أيضا بالحديث معه، وإنني أنا الذي يتعبها بغيرته الشديدة، وإنه لا يوجد بينهما أي مشاعر خاطئة.

لاحظت مرارا تحريه للانفراد بها، لدرجة وصلت إلى أن طلبا مني عدة مرات الابتعاد عنهما، لأن لديهما حديثا خاصا!

أفيدوني ما العمل؟ قبل أن أخسر زوجتي، التي لم تعد تتفرغ لي كالسابق، بسبب انشغالها به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نجيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أستاذنا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدينا جميعا لطاعة الكبير المتعال، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

فكما تعلم أن من المفضل أن يكون تشاور هذا الزوج مع البنت مباشرة، وأن تكون هي طالبة النصيحة، إن احتاجت، أو على الأقل يتم ذلك بحضورها، حتى لا تهدم شخصيتها.

كما ينبغي أن نضع حدودا لهذه العلاقة، والعلاقة بين المحارم ينبغي أن تضبط بحدودها الشرعية والاجتماعية، فلا يصح، مثلا، أن يقال للزوج: "ابتعد، لأن لدي حديثا خاصا مع زوجتك" هذه أمور يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، فنحترم غيرة الزوج على زوجته، ونحترم أيضا علاقة الشاب بزوجته الأصلية، فالعلاقة مع أم الزوجة ليست كالعلاقة مع الزوجة نفسها.

نسأل الله أن يعين الجميع على تجاوز هذه المرحلة بحكمة، وكما قيل: "الشيء إذا زاد عن حده، انقلب إلى ضده" فالعلاقات، -خاصة حين تبدأ بالثناء على الجمال، أو بمحاولات تخصيص الحديث- تحتاج حينها إلى ضبط والتزام بالحدود، ونحن في هذا الزمان بحاجة إلى كثير من الفقه، الذي يحدد الضوابط والقواعد لمثل هذه العلاقات، حتى بين المحارم.

هذا ما أردت بيانه، ولذلك نتمنى -حقيقة- مزيدا من التوضيح، وحبذا لو تواصلت أم الزوجة معنا مباشرة، حتى نفهم وجهة نظرها ونقدم لها النصيحة المناسبة.

وأكرر النصيحة بأهمية أن تعطي الأم مساحة لابنتها، حتى لا ينطبع في ذهن الزوج أن زوجته لا تفقه شيئا، وأن التي تفهم وتقرر هي الأم، فبهذه الطريقة، ستكون الأم هي من تدير الحياة الزوجية بـ"الريموت كنترول" من بعد، وهذا ليس في مصلحة أحد، لا الزوج، ولا الزوجة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات