تركها زوجي وتحاول الآن إفساد زواجي وبيتي..ما العمل؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من حضرتكم التفضل بالرد على سؤالي من باب الفتوى والنصيحة:

أنا زوجة لرجل متزوج منذ سنتين، وقبل زواجي منه، كانت هناك فتاة من زميلاته في الجامعة، وكان ينوي خطبتها، ثم عدل عن ذلك، وكانت تحبه، لكنه تركها دون تبرير، وانتهت علاقتهما تماما، ولم يتقدم لها.

بعد زواجنا فوجئت بأنها تواصلت معه مرتين:
- المرة الأولى: كانت تعاتبه فيها، وقد رد عليها ليوضح بعض الأمور التي تركها معلقة سابقا دون توضيح، دون أن يقدم اعتذارا، وكان حينها صغير السن.

- أما المرة الثانية: فكانت بعد عام من الاتصال الأول، وتحديدا في يناير 2025، حيث اتصلت به، وكنت بجواره أثناء الاتصال، فقمت بالرد عليها عبر عدة رسائل، أوضحت فيها أن ما تفعله محرم، وأني كنت في مثل عمرها حين تزوجت، ونبهتها إلى أنني سأرسل المحادثات والاتصال إلى أهلها، ولم نكن على علم بأنها مخطوبة في ذلك الوقت، وقد قامت بهذا التواصل أثناء فترة خطوبتها.

الفتاة مخطوبة منذ سنة لرجل صالح نعرفه، وهو صديق زوجي من أيام الجامعة، وهي أخفت عنه علاقتها بزوجي، واكتشفت لاحقا أن لها حسابا على موقع أجنبي تنشر فيه صورا وكلاما خاصا عن زوجي، وتتلقى عبره رسائل من الشباب دون علم خاطبها، فقمت بتوثيق ذلك، لكنها مسحت المدونة خوفا من تهديدي، رغم أنها تظهر على حساباتها الأخرى بمظهر المتدينة.

استفساراتي:
هل يجوز شرعا أن أبلغ خاطبها بالحقيقة، وأرسل له ما وجدته في الموقع، وكذلك ما دار من اتصال بينها وبين زوجي؟ وهل أنا آثمة إن لم أفعل ذلك؟ وهل يحق لي شرعا الدفاع عن بيتي وزوجي والحفاظ على سمعته، خاصة وأنها بعد الاتصال الأول أخبرت أصدقاء زوجي أنه هو من تواصل معها، وسعت أن تستمر العلاقة، لكنه رفض؟ كما أن الفتاة كانت تلمح باسمه وتنشر عنه أشياء عاطفية أثناء الخطبة، وهذا الذي آذاني نفسيا وقهرني.

سبب رغبتي في إبلاغ خاطبها، وأقولها بصراحة: أنني شعرت بالغدر، وانكسرت نفسيا بشدة، حتى إنني كنت متألمة نفسيا أثناء أدائي العمرة، وراودتني رغبة في إيذائها انتقاما لما فعلت، لقد هددتها بالفضيحة، لكنني لم أنفذ ذلك ابتغاء وجه الله، رغم أنني أعتقد أن إبلاغ خاطبها هو أقل ما يمكن فعله في حقها، وأضيف أن هذه هي خطبتها الرابعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، وقد أسعدنا أنك توقفت عن فضح الفتاة المذكورة لأجل الله، فاستمري على هذا المعنى العظيم، ولا تحاولي فضحها؛ لأن المؤمن مأمور بالستر على نفسه، والستر على غيره أيضا.

إذا تمكنت من نصحها وتخويفها بالله تبارك وتعالى؛ فهذا هو المطلوب شرعا؛ فالمسلمون أهل نصح وتواص بالحق، يحاول الإنسان أن ينصح من وقع في خطأ، ويذكره بالله، ويخوفه بعواقب مثل هذه التجاوزات، وهذا هو المطلوب منك شرعا.

أما السعي لفضحها: فهو أولا سيزيد من عداوتها وعدوانها، وقد يؤدي إلى نشر أمور أخرى تسيء إلى زوجك أيضا؛ لأنه كان طرفا في ذلك التواصل الذي حصل بينهما، ولو بشكل غير مباشر.

وفي كل الأحوال، على الإنسان أن يتوكل على الله، ويتوقف عن إيذاء الآخرين، وإذا أوذي رفع أمره إلى الله تبارك وتعالى المنتقم، الذي لا تضيع عنده الحقوق سبحانه وتعالى.

وعليه أرجو أن تتجاوزي هذا الذي حدث، مع إصرارنا على أهمية النصح لها، وتكرار التذكير بالله والتخويف من عاقبة الاستمرار في مثل هذه التصرفات، ويمكن أن تلمحي لها -إن لزم الأمر- بأنك قادرة على إخبار من يلزم؛ وهذا التلميح قد ينفع في ردعها وإيقافها.

ولا أدري إن كان زوجك على علم بما يحصل بين صديقه والفتاة المذكورة، فإذا كان يعلم، فينبغي أن تكون هناك نصيحة من زوجك لصديقه بأن ينتبه، وأن يحرص على أن يتم أموره بطريقة صحيحة، ويدقق في اختياراته، وينبغي أن يكون هذا النصح بلطف وحكمة، فرق كبير بين نصح الإنسان بأن يحتاط ويحسن الاختيار، وبين أن نوجه له الاتهامات المباشرة.

عموما نحن نميل إلى تجنب الفضيحة مع الإصرار على إيصال النصح والتخويف والتنبيه؛ لعلها ترتدع وتعود إلى صوابها.

وما وصلكم من الأذى أرجو احتسابه عند الله، وثقي بأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، كما ذكر الله عز وجل، ولا تشتغلي بمثل هذه النماذج، فالسعيد من شغلته عيوبه عن عيوب الناس، ومن اشتغل بما خلق لأجله.

نسأل الله أن يعينك، وأن يسعدك في حياتك، وأن يعينك على التعاون مع زوجك على البر والتقوى والنصح، وأن يكف عنكما شر كل ذي شر، وأن يلهمكما السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات