أعجبت بفتاة وأخشى أن يسبقني غيري إليها!

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

وأصلي وأسلم وأبارك على حبيبنا ونبينا محمد ﷺ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأسأل الله جل في علاه أن يعافيكم في أبدانكم وأسماعكم وأبصاركم وأنفسكم وجوارحكم، والموفقين للخير والرشد بطاعته، اللهم ارزقهم حسن الخلق، رب آت كلا منهم ما يتمناه وما يشتهيه مما تحبه وترضاه.

أنا شاب عمري 17 سنة، وقد أحببت فتاة معي في الدراسة حبا شديدا، حتى إنها -بعد الله وفضله- كانت سببا في هدايتي واستقامتي، فهي -ما شاء الله تبارك الله- فتاة متحجبة، مثقفة، جميلة، وتتحلى بالحياء، أسأل الله أن يثبتها ويثبتنا جميعا.

أعجبت بها، وأشعر أنها كذلك تبادلني نفس الإعجاب، إذ أننا دائما ما نتبادل النظرات دون كلام، وكلما نظرت من حولي أجدها تنظر إلي، وأشعر أن بيننا ودا واحتراما، لكننا نستحي من بعضنا، ويغلب علينا التوتر والخجل.

لم أصرح لها بمشاعري، لأنني أخشى الوقوع في الفتنة، ولا أريد علاقة عاطفية تغضب الله، بل أنوي التقدم للزواج بها في الحلال، وبما يحبه الله ويرضاه، رغم أنها أصغر مني بسنة، وكانت تدرس معي، إلا أنني الآن أبذل جهدا كبيرا لتطوير نفسي في الدراسة، لأكون قادرا على الزواج بها وإسعادها بإذن الله.

سمعت أن أفضل سن للزواج ما بين 26 و30 سنة، ولا مشكلة لدي في الانتظار حتى ذلك الوقت، لكنني أخشى أن يتقدم أحد آخر لخطبتها، وأنا أحبها حبا شديدا لا أستطيع وصفه.

أسألكم بالله -يا إخوتي- أن تنصحوني، هل أسارع بالزواج منها في أقرب فرصة ممكنة، أم أنتظر حتى أستقر ماليا وأتوظف؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا، فإنني لا أتحمل فكرة أن يتزوجها غيري، بل صرت في كل مكان دائما أقول: "رزقني الله بحبها".

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك دعاءك لإخوانك في الموقع، ونحن نشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظكم، ويحقق لكم مقاصدكم فيما يرضيه، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وهو ولي ذلك والقادر عليه.

أول ما ينبغي التنبيه عليه: أن الشاب إذا وجد في نفسه ميلا إلى فتاة، فعليه أن يسلك الخطوات الصحيحة، وأولى هذه الخطوات -خصوصا في مثل هذا السن-: أن يخبر والدته بما يشعر به؛ فلعلها تتواصل مع والدة الفتاة، للتأكد من إمكانية إكمال المشوار.

وطبعا، في هذه المرحلة يكون التواصل تواصلا عاديا ومحدودا، هدفه أن يوصل الفكرة إلى أهلها، بأن ثمة رغبة في ارتباط مستقبلي، إذا قدر الله ذلك، وهذا الأسلوب هو المقبول عادة في البيئات العربية والإسلامية، ولا يعد ارتباطا رسميا، بل هو أشبه بتنبيه للأهل، بأن هناك نية للخطبة مستقبلا.

والنساء عادة يعرفن كيف يوصلن مثل هذه الرسائل، فلا بد أن يكون هناك تواصل بين والدتك ووالدتها، أو بين أخواتك وأقاربها، وذلك ضمن الروابط العائلية التي يمكن أن تحول هذا التعارف الفردي إلى علاقة أسرية، ومن خلال هذا التواصل، قد تقول الوالدة أو الجدة أو العمة أو الخالة مازحة: "ما شاء الله، بنتكم نريدها لولدنا فلان"، وربما يضحكون عند سماع ذلك، لكنه يحمل دلالات كبيرة.

وهذا الأسلوب كان معروفا حتى عند العرب قديما؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب أمنا عائشة، أرسل خولة بنت حكيم إلى أبي بكر رضي الله عنه، واستأذنه في أن يذهب أولا إلى المطعم بن عدي، الذي كانت عائشة قد ذكرت له من قبل، قبل أن يعطيه جوابه النهائي، فكان كل ذلك من باب التحقق والتثبت، رغم فرحه الشديد برغبة النبي ﷺ في الزواج من ابنته.

هذا هو السبيل الوحيد المقبول شرعا وعرفا، أما غير ذلك من النظر والتواصل المباشر، أو التعبير عن الإعجاب، فلا نرى أن يدوم بينكما؛ لأن هذه الأمور لا مستند لها شرعا، بل قد تكون سببا في نزع البركة من العلاقة، إن كتب لها الاستمرارية.

ولتكون هذه العلاقة مباركة، ينبغي أن تبدأ بخطوات صحيحة، تراعى فيها أحكام وآداب هذا الشرع الشريف، الذي أكرمنا الله به، فالفتاة لا تزال أجنبية عنك، وأنت أجنبي عنها، ولا مصلحة في أي نوع من التواصل المباشر، أو غير المشروع في هذه المرحلة.

كذلك، من المهم مراعاة ما عليه المجتمع من أعراف وتقاليد، فالشرع يجيز الزواج في هذا السن، لكن قد تكون هناك عوائق اجتماعية أو ثقافية، كما أن أغلب أسر الفتيات تحب أن تطمئن إلى أن الشاب المتقدم قادر على إدارة البيت، ورعاية الزوجة، والإنفاق عليها، وهي أمور ذات أهمية كبيرة.

لذا: من المهم أن تركز في هذه المرحلة على النجاح، والتفوق، وبناء النفس، وتطوير المهارات، وهي كذلك، فهذا من أهم ما يقنع الأهل، ويجعل القبول أقرب.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما في الخير وعلى خير، وأن يوفقكما لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات