أشعر بأن الشيطان يتلبسني في هيئة بشر، فما علاج ذلك؟

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من الجاثوم، ولكن بطريقة مخيفة، كأن شيطانا يلبسني على هيئتي أو هيئة أشخاص أحبهم أو من عائلتي، وأصرخ بشدة أثناء نومي، رغم قراءتي للأذكار وآية الكرسي.

وعندما أكون مستيقظة بمفردي في المنزل، أشعر بوجود خطوات وتحريك لأغراض المنزل، رغم أن جميع أفراد العائلة نائمون، كما يهيأ لي وجود ظلال أو شعور دائم بوجود أحد بجانبي.

هذه الأمور لم تكن لدي من قبل، وهي كلها جديدة علي، بالإضافة إلى النفور من الصلاة والعبادات.

هل يمكن أن يكون هذا من أثر السحر أو المس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك تواصلك مع الموقع، وثقتك الغالية في طرح استشارتك، وقد اطلعت على ما كتبته باهتمام بالغ، راجيا أن أقدم لك ما ينفعك ويعينك.

ما ذكرته في رسالتك هو أحد أنواع القلق، ويعرف بـ (اضطراب الهلع أو الخوف)، وغالبا ما يأتي في شكل نوبات مفاجئة، خصوصا إذا كانت مرتبطة بأحلام مزعجة أثناء النوم، أو بعض التهيؤات الليلية التي تسبب الخوف الشديد، خاصة في الفترة التي تسبق النوم مباشرة.

أختي الفاضلة: من المهم جدا، إذا استمرت هذه النوبات أو تكررت، أن تستشيري طبيبا نفسيا مختصا، للاطمئنان على صحتك العامة، ثم صحتك النفسية، خاصة أنك ذكرت في رسالتك -وقد سرني ذلك- أنك محافظة على أذكارك، وتقرئين آية الكرسي في كل ليلة للتخلص من الخوف، أو الرهاب، أو الحد من الجاثوم كما ذكرت، وهذا بحد ذاته جانب مشرق، ومصدر قوة روحية ونفسية، فجزاك الله خيرا.

وللتعامل مع هذا الخوف كنوع من اضطراب القلق، هنالك أيضا أشياء إيجابية يمكن من خلالها التخلص مما تعانين منه، وهو:
1. ممارسة تمارين الاسترخاء قبل النوم، مثل:
• التنفس العميق.
• الاسترخاء التدريجي للعضلات.
• الاستماع إلى تلاوة هادئة، أو أصوات طبيعية (كماء المطر).

2. الابتعاد عن التفكير السلبي، وخاصة قبل النوم.
- حاولي تحويل التركيز من القلق والخوف إلى أفكار إيجابية ومطمئنة.
- من المفيد أيضا كتابة بعض العبارات الإيجابية، أو آيات قرآنية مفضلة لديك لقراءتها قبل النوم.

3. تنظيم نمط النوم، بحيث يكون وقت النوم والاستيقاظ ثابتا يوميا، مع تجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.

4. عرض حالتك على أخصائي نفسي؛ فالجلسات النفسية – وخاصة جلسات العلاج المعرفي السلوكي (CBT) – أثبتت نجاحها الكبير في التعامل مع القلق والأفكار السلبية، وتساعد في تحويلها إلى أفكار إيجابية تساعدك على الاستقرار والطمأنينة.

5. كذلك إذا كانت لديك اضطرابات في النوم، فمعالجتها تعد من الوسائل المهمة للتخفيف من حدة القلق الزائد.

أما بخصوص سؤالك عن السحر أو المس؛ فهذا ليس من اختصاصي الطبي المباشر، لكن من الناحية النفسية، فإن كثيرا من الأعراض التي تنسب خطأ للسحر أو المس، تكون في حقيقتها أعراضا نفسية يمكن علاجها بسهولة، عن طريق المتابعة مع أخصائي نفسي، من خلال الجلسات النفسية البسيطة، والتي كما ذكرت تساعد على التخلص من الأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية

وفي الوقت نفسه، لا شك أن المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة القرآن، والمواظبة على الصلاة، والرقية الشرعية، كلها وسائل نافعة ومجربة، وهي سبب لحفظ النفس والروح من كل سوء بإذن الله.

ختاما:
ما تمرين به – أختي الكريمة – هو حالة شائعة، وتمر على كثير من الناس، ولا تعني ضعفا في الإيمان أو في الشخصية، بل هي أمر نفسي قابل للعلاج والتحسن، ولا يتطلب غالبا تدخلا دوائيا إذا تمت متابعته مبكرا.

والله الموفق.
__________________
انتهت إجابة د. محمد عمر آل طاهر الاستشاري النفسي
وتليها إجابة الشيخ/ د. أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
__________________
نجدد الترحيب بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنا وعنك كل سوء ومكروه.

قد أفادك الأخ الفاضل الدكتور/ محمد عمر بما فيه خير كثير ونفع كبير، من الناحية الطبية، ومن جهة الأخذ بالأسباب المادية الحسية، وبقي أن ننبهك -ابنتنا الكريمة- إلى الجانب الروحي والأخذ بالتحصينات الشرعية المطلوبة لكل مسلم ومسلمة، بغض النظر عن حالته الصحية.

فنقول أولا -أيتها الكريمة-: لا ينبغي أبدا أن تفتحي على نفسك باب الشك والتردد: هل أنت مصابة بمس أو سحر أو لا؟ فمجرد هذا التفكير يزيدك وهنا وضعفا، وربما أقلق سكينتك وأرق مضجعك، مع أنك في الحقيقة في خير وعافية وأمن واطمئنان، فأغلقي على نفسك هذا الباب من التفكير، واعلمي أن كل أحد قد يعرض له شيء من التخيلات، كما بين لك الدكتور محمد، وأفادك أيضا بالنصائح التي ينبغي أن تتعاملي بها مع هذه الحالة.

ثانيا، اعلمي -أيتها الابنة العزيزة- أن التحصن بالأذكار الشرعية وقراءة الرقية الشرعية يفيد الإنسان، سواء كان مصابا بشيء من السحر، أو العين، أو غير مصاب؛ فالرقية الشرعية في حقيقتها أدعية وأذكار واستغفارات، ينتفع بها كل أحد، ولذلك يقول العلماء: الرقية تنفع مما نزل ومما لم ينزل، فلا يشترط أن يكون الإنسان مصابا ليمارس الرقية الشرعية؛ فالرقية الشرعية تحصينات واستعاذة بالله تعالى، ولجوء إليه وطلبا لحمايته منه.

ولهذا نحن ننصحك باستعمال الرقية الشرعية بغض النظر عن كونك تعانين في الحقيقة من العين أو المس أو غير ذلك، فهذه الرقية الشرعية آيات من القرآن الكريم، تكررينها وتقرئينها، فاقرئي الفاتحة، ومطلع سورة البقرة، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، واقرئي المعوذات، وهي: قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس، وأكثري من ذكر هذه السور وقراءتها وأمامك ماء، واستعملي أيضا الأدعية النبوية، مثل:
• أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
• بسم الله (ثلاث مرات).
• أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.

واقرئي كتيبا صغيرا اسمه "الرقية الشرعية" للشيخ القحطاني، تجدينه على شبكة الإنترنت، اقرئي هذه الكلمات من القرآن الكريم ومن الأحاديث النبوية، وأمامك ماء، ثم انفثي في هذا الماء (أي تنفسي فيه مع شيء يسير من الريق) بعد القراءة، ثم اشربي من هذا الماء واغتسلي به.

وداومي على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار الاستيقاظ، وحافظي على الصلوات في أوقاتها، واجعلي لك وردا من القرآن الكريم (أي قدرا يوميا من التلاوة في يومك وليلك)، وبهذا تحفظين نفسك -بإذن الله تعالى- من الآفات والأسقام والأمراض وتسلط الشياطين.

وإذا استعنت بمن يحسن الرقية الشرعية من الرقاة الثقات المعروفين بسلامة التدين واتباع السنة، فلا حرج في ذلك.

نسأل الله تعالى أن يصرف عنا وعنك كل مكروه.

مواد ذات صلة

الاستشارات