السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني عمره عشر سنوات، وهو مجتهد ومتفوق في دراسته طوال العام الدراسي، لكن أثناء فترة الاختبارات ينتابه خوف شديد، يؤثر سلبيا على أدائه، مما يؤدي إلى تدني علاماته، فما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني عمره عشر سنوات، وهو مجتهد ومتفوق في دراسته طوال العام الدراسي، لكن أثناء فترة الاختبارات ينتابه خوف شديد، يؤثر سلبيا على أدائه، مما يؤدي إلى تدني علاماته، فما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لرسالتك القيمة التي حملت عنوان "خوف ابني من الاختبارات"، وقد لامست موضوعا مهما يواجهه كثير من الأطفال.
ابنك - حفظه الله - في العاشرة من عمره، ومجتهد ومتفوق في دراسته طوال العام، لكنه يشعر بخوف شديد أثناء فترة الاختبارات، وهذه المشكلة تعد من أكثر ما يقلق الآباء والأمهات، خصوصا في الغربة، حيث يحرص الوالدان على أن يحقق أبناؤهم أفضل الدرجات العلمية، إلا إن هذا الحرص -وإن كان نابعا من حب واهتمام- قد يضع بعض الضغط النفسي على الأبناء، لا سيما إذا كان التركيز الزائد على مسألة الدرجات، والحصول على أعلى النتائج.
في مثل هذا العمر، لا يتعلق الأمر بقدرات الطفل فقط، وإنما أيضا بطريقة استعداده للتعلم في بيئة هادئة، بعيدة عن الضغط، مع قدر من الانتظام والاستمرارية، فعملية التعلم هي عملية تكاملية، يضاف فيها المحتوى المعرفي بشكل تدريجي ومنظم حتى يصل الطالب إلى فترة الاختبارات وهو مستعد نفسيا وذهنيا.
فإذا كان الخوف من الاختبارات مرتبطا بتجربة سابقة غير مريحة، فالأمر يحتاج إلى جلسات هادئة معه، تطمئنه، وتساعده على التخلص من الصورة السلبية العالقة في ذهنه.
أما إذا كان سبب الخوف هو حرصه الشديد على الحصول على درجات كاملة؛ فهنا يأتي دور الأهل -وخصوصا الأم- في بث الطمأنينة فيه، والتخفيف من الضغط النفسي الذي قد يصاحبه في فترة الاختبارات.
وإذا كان قد استعد جيدا وذاكر دروسه على مدار العام؛ فكل ما يحتاجه الآن هو التطمين، وتشجيعه على الثقة بنفسه، مع تهيئة الظروف المناسبة للاسترخاء والتركيز.
طبعا لا بأس بقدر بسيط من القلق قبل الاختبار؛ فهذا طبيعي ومحفز، لكن الخوف الزائد قد يؤدي إلى نتائج عكسية، كأن تتراجع درجاته رغم استعداده الجيد.
ومن المفيد أن يعلم كيف يتعامل مع مشاعر القلق الزائد أو الخوف من النتائج، وهذه مهارة ستساعده مستقبلا، وهناك قليل من التمارين البسيطة يمكن ممارستها، مثل تمارين التنفس العميق والاسترخاء، والاهتمام بالنوم الجيد قبل الاختبارات، وتناول الغذاء المتكامل الذي يحتوي على الفيتامينات والعناصر المهمة لصحة الجسم والعقل؛ لأن هذا أيضا يساعد على الاسترخاء، وبالتالي التخلص من أي خوف من الامتحانات.
في النهاية، ينبغي على الوالدين أن يركزوا على الاستعداد الجيد أكثر من تركيزهم على النتائج، وأن يقدروا جهود ابنهم، ويطمئنوه دائما بأن النجاح لا يقاس فقط بالدرجات، بل بالمثابرة والاجتهاد.
نسأل الله له التوفيق والنجاح، وأن يجعله من المتميزين دائما.