أشكو من أرق شديد والأدوية سببت لي زيادة في الوزن!

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة أبلغ من العمر خمسين عاما، وأعاني من أرق شديد، حيث لا أستطيع النوم لعدة أيام، ولا أنام خلالها إلا ساعات قليلة جدا، لا أعاني من أي أعراض اكتئاب أو توتر أو قلق.

كنت قد تناولت دواء (ريمرون، Remeron) بجرعة 15 ملغ، وقد تحسن نومي بعد استخدامه، لكنه سبب لي زيادة في الوزن، وخمولا شديدا، ولذلك انسحبت منه تدريجيا.

كذلك أعاني من خمول في الغدة الدرقية، فهل من الممكن أن تحل المشكلة من خلال تناول عشبة الـ (أشواغاندا - Ashwagandha)؟ وهل لديكم حل فعال لمشكلتي؟

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heyam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على سؤالك عن مشاكل النوم، وعن طريقة حل مشكلة الأرق والنوم.

أولا: مشاكل النوم من المشكلات الشائعة جدا، وتحدث في كل الأعمار، ولها أسباب متعددة، لكن عموما، إذا لم تكن مرتبطة بأي نوع من الأمراض العضوية أو الاضطرابات النفسية –كما ذكرت من القلق والتوتر– فإنها عادة ما تكون عرضية، وتصيب كثيرا من الناس، وتزول بزوال مسبباتها، وأحيانا قد تحتاج إلى بعض التدخلات البسيطة التي تساعد الإنسان على العودة إلى حالته الطبيعية، خاصة إذا لم تكن هناك أي أمراض عضوية أو نفسية مرافقة تعد سببا لمشكلة النوم، فمعظم اضطرابات النوم يمكن علاجها باتباع ما يسمى ببرنامج تنظيف النوم، أو برنامج إعادة تنظيم النوم، وهو يتضمن ترتيب نمط الحياة اليومي، سواء في ساعات النهار أو المساء.

في الحالة الطبيعية، تكون حياة الإنسان اليومية نشطة خلال ساعات النهار، وعندما يحل المساء تبدأ الغدد الدماغية بإفراز مواد –مثل الميلاتونين Melatonin– لتساعد على الاستعداد للنوم، لكن طريقة الحياة المعاصرة قد تؤثر سلبا على هذه العملية، فتضعف البدء في النوم أو الاستمرار فيه خلال الليل.

أول ما أنصحك به هو:
1. اتباع برنامج ثابت للخلود إلى النوم في المساء.
2. المحافظة على روتين منتظم للنوم، من حيث توقيت الدخول إلى السرير والاستيقاظ.
3. تناول وجبة العشاء قبل النوم بساعتين على الأقل.
4. أخذ حمام دافئ قبل النوم بساعة إلى ساعتين؛ فهذا يساعد على الاسترخاء.
5. التوقف عن استخدام المنبهات، كالشاي والقهوة قبل النوم، بثلاث إلى أربع ساعات على الأقل.
6. تجنب كل ما يساهم في اليقظة خلال الليل، كاستخدام الأجهزة الإلكترونية، أو مشاهدة التلفاز قبل النوم، مع الحرص على تقليل الإضاءة واستخدام الأضواء الخافتة.
7. الاسترخاء والاستماع إلى ما يساعد على التهدئة النفسية، مثل القرآن الكريم، أو أي وسيلة تريح الجسد والعقل قبل النوم.

كل هذه الخطوات تساعد على تنظيم الساعة البيولوجية، وتحسين النوم دون الحاجة إلى أدوية في كثير من الحالات.

بالنسبة لدواء (ريمرون، Remeron)، الذي استخدمته؛ فهو يساعد على البدء في النوم ويحسن جودة النوم، ويستخدم حينما تصبح اضطرابات النوم مؤثرة على أداء الإنسان اليومي بشكل كبير، لكنه –كما ذكرت– له بعض الآثار الجانبية، مثل الخمول وزيادة الوزن، وفي هذه الحالة يمكن تقليل الجرعة إلى 7.5 ملغ إذا كنت قد استفدت من الدواء، ولكن ترغبين في تقليل آثاره الجانبية.

هناك أيضا أدوية أخرى يمكن استخدامها، منها ما هو مصنف كمكمل غذائي وليس كدواء، ويباع على شكل حبوب مثل الميلاتونين، وهو طبيعي وآمن وليس له أعراض جانبية تذكر، ويمكن استخدامه لتحفيز النوم بطريقة طبيعية.

أما بالنسبة إلى عشبة الـ (الاشواجندا، Ashwagandha) التي سألت عنها، فبحسب ما اطلعت عليه، لا يوجد لها أثر واضح مثبت علميا على النوم، ولم تستخدم في الممارسة الطبية النفسية كعلاج للنوم، كما أنها تعد من الأعشاب التي قد تحتوي على مركبات كيميائية، يحتاج معها إلى معرفة تفصيلية بجوانبها وتأثيراتها، قبل استخدامها لأغراض طبية.

أتمنى أن تكون هذه الإجابة وافية ومفيدة لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات