خوفي من الأمراض يجعلني أتعمق في البحث عنها!

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من أفكار سلبية كثيرة، يرافقها خوف دائم من الإصابة بالأمراض؛ ما يجعلني أكثر من البحث عنها على الإنترنت، وأتعمق في المعلومات الطبية والاحتمالات المخيفة؛ مما يزيد من حالة الوسوسة.

كما أنني كثيرا ما أسترجع مقاطع الفيديو السلبية التي شاهدتها سابقا، فتزداد حالتي النفسية سوءا، وتتراكم في ذهني التصورات السلبية بشكل مزعج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AYUOB حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على سؤالك واستشارتك، التي بدأتها بأفكار سلبية كثيرة، والخوف من المرض والوسواس، والبحث في الإنترنت، وتذكر الفيديوهات السلبية.

أخي الفاضل: الأفكار السلبية كثيرا ما تنتاب الإنسان في الأوقات التي يكون فيها تحت ضغط نفسي، أو يمر بظروف ضاغطة، تؤدي إلى ظهور الأفكار السلبية، ولكنها تزول بعد تجاوز الصعوبات أو الضغوط النفسية.

عموما، الخوف من المرض والوسوسة حول المرض هو أحد أنواع القلق التي تحدث في حالات مرضية سابقة، وبالتالي يزداد بزيادة الأفكار السلبية.

البحث في الإنترنت عن أسباب المرض، وتذكر الأمور السلبية فقط من الإنترنت نفسه؛ يزيد من نسبة الخوف، ويزيد من الأفكار السلبية، وبالتالي أرى أنك في بحثك عبر الإنترنت، وتذكرك للأمور السلبية، أنت تزيد من الأفكار السلبية لديك، وبالتالي تزداد معها مشاعر الخوف، التي تعتبر انفعالا ناتجا عن تلك الأفكار السلبية، وكذلك الخوف من المرض قد ينشأ نتيجة ارتباط حدث سابق بشيء تسبب لك في القلق والخوف من المرض.

عموما حتى تخرج من هذه الدائرة المغلقة، لا بد أولا من التأكد من صحتك العامة، من خلال استشارة طبيب للتأكد من وضعك الصحي العام؛ لأن هذا يطمئنك، وبالتالي يجعلك تتفاعل إيجابيا مع ما يقدمه الطبيب من إرشادات لتطبيقها في حياتك، وبالتالي التخلص من هذه الأفكار السلبية والخوف من المرض.

هذا الشيء يحدث أيضا إذا كانت هناك بعض الأعراض النفسية الخفيفة، التي تحتاج إلى علاج مناسب حتى تتخلص من الأفكار السلبية.

وإذا استمرت تلك الأفكار السلبية رغم تطمين الأطباء بأنه لا يوجد مرض عضوي؛ فإن زيادة القلق والأفكار السلبية قد تحتاج أحيانا إلى ممارسة بعض التمارين للابتعاد عن القلق، مثل ممارسة الرياضة، وممارسة بعض الأنشطة التي تبعدك عن التفكير بالصحة عموما، وكذلك ملء الفراغ بالأشياء الإيجابية، والتفكير بإيجابية في جوانب حياتك المختلفة؛ منها الدراسية أو العملية، وكذلك الانشغال بالجوانب الروحية المهمة، وممارسة أيضا أنواع من الرياضات التي يمكن أن تساعدك وتعينك على الاسترخاء، وممارسة تمارين الاسترخاء التي تبعدك عن التفكير والقلق والأفكار السلبية.

كل ذلك من الأشياء الإيجابية التي يمكن القيام بها دون الرجوع إلى الفيديوهات السلبية أو الأجوبة في الإنترنت.

أخيرا: يمكنك أيضا الاستعانة ببعض الأخصائيين النفسيين، الذين سيساعدونك في مسألة الاسترخاء، وتطبيق تمارين الاسترخاء، وكيفية التخلص من الأفكار السلبية، وتحويلها إلى ما هو إيجابي، عن طريق التمارين المعرفية، أو العلاج المعرفي السلوكي.

حفظك الله وبارك فيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات