كيف أوفق بين طاعة زوجي وتعامل أهله الذي لا يعجبني؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة، وزوجي مكث معي شهرين وسافر، ومنذ سفره يريد مني العيش عند أهله، وللعلم: لنا سكن زوجية مستقل وبعيد عن أهله، لكنه منعني من المكوث فيه، وبالفعل أطعته ومكثت عند أهله؛ لأن معاملتهم حسنة، ولكنني مع الوقت لم أجد الراحة هناك بسبب كثرة التدخل منهم في شؤون حياتي، وغيرة البعض مني، ومعاملة أخته الصغيرة التي لا تعجبني أغلب الوقت.

فأخبرته أني أريد المكوث عند أهلي، وكان هذا سببا كبيرا للمشاكل بيننا، وكان رافضا في البداية، ولكنه بدأ يقتنع، ويريد مني الآن إما أن أبيت عندهم ثلاثة أيام في الأسبوع، أو أحادثهم في الهاتف يوميا، وأنا أشعر أن هذا كثير علي، وخاصة أنني حامل، وطاقتي محدودة.

سؤالي هو: هل له الحق في إجباري على المكوث عند أهله، أو السماح لهم بالتدخل في حياتي؟

أصبح الكلام بيننا مستحيلا بسبب هذا الموضوع، وعندما أخبرته أنه ليس واجبا علي، هاجمني هجوما شديدا، ولعن الدنيا، دون مراعاة لوضعي كحامل، وهم يعيشون في بيت عائلة كبير، هو وكل أعمامه وأولاد أعمامه، وهذا يشعرني بالحرج، ولا أجد راحتي في اللبس مثلا، وحساسيتي شديدة هذه الأيام، وأريد الراحة.

للعلم عندما كان في إجازة من سفره، لم أمنعه عنهم، بل بالعكس، تنازلت عن كثير من حقوقي حتى يقضي معهم الوقت، ويقوم بودهم، والآن هو لا يقدر مني القيام بذلك، ويراه واجبا علي في الأساس، وهذا جعلهم يريدون مني التنازل أكثر، وأن أكون معهم دائما، بدون استقلال بحياتي، وإلا يغضبون ويبدؤون بالكلام عني وقطيعتي، فهل لهم الحق في ذلك من الأساس؟

وأيضا: لا يغار علي من أعمامه وأولاد أعمامه عند مكوثي هناك، وهذا يجعلني أنفر منه، أرجو ردا قاطعا عن وجوب هذا علي، وحقهم علي وهو مسافر من عدمه.

وشكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

الذي ندعوك إليه بداية هو التعامل مع هذا الموقف بمنتهى المرونة، وبمنتهى الهدوء، حتى لا يتضرر الجنين الذي في بطنك، فأنت بحاجة إلى استقرار، ولا تحاولي تضخيم هذه المشاكل، واعلمي أن مثل هذه الأمور فيها بعض التعقيدات العائلية، ولذلك أتمنى أن يكون عندك شيء من المرونة، فإذا رضي أن تكلميهم، فحاولي أن تتكلمي معهم ولو لبعض الوقت.

واعلمي أن الرجل يرضيه أن تقولي له: (حاضر، وسأفعل، وبإذن الله لن أقصر في التواصل معهم)، هذا هو المعنى المطلوب، أما المجادلة والعناد فلا تصلح في مثل هذه الأحوال، لكونه بعيدا، ولكون ظروف الناس ومعرفتهم، معرفة الأهل، وبعض العادات والتقاليد البائدة يعتقدون أن هذا هو المطلوب، وأن هذا هو الذي ينبغي أن تقومي به.

إذا كان قد سمح لك أن تذهبي إلى أهلك، وتكتفي بالتواصل معهم ولو يوميا، أرجو أن يكون هذا القرار بالنسبة لك هو القرار الذي تستطيعين أن تقومي به، ولا تحاولي تعقيد المسائل بهذه الطريقة؛ لأن الرجل قد لا يتفهم هذا، وإذا تفهم فإن قد يوجد في أهله من يحرضه: لماذا تركت البيت؟ لماذا لا تتواصل مع أهلك؟ ولماذا؟ ولماذا؟

وعليه: حتى نقطع الطريق على النمامين، وحتى نقطع الطريق على من يريد أن يشعل الفتن، أرجو أن يكون عندك شيء من المرونة.

والمسألة ليست مسألة حقوق وواجبات فقط، ولكن هي رعاية للمشاعر، ورعاية لبعض العادات التي ربما لا تكون صحيحة، وحتى نغيرها، وحتى نصححها، وليس هناك مصلحة في أن تنعزلي تماما عن أهله.

حاولي طالما رضي بأن يكون التواصل على الهاتف أن ترضي بهذا الحل، وإذا استطعت في بعض المرات أن تقومي بزيارتهم لبعض الوقت، فأرجو ألا يكون هناك مانع من ذلك.

المهم ينبغي أن نترك العناد، وهذا الكلام بالنسبة لك وله، لكن بما أنك تواصلت مع الموقع، فنحن ننصح بأن تكوني مرنة في هذه المسألة.

طالما في آخر المطاف وصلت إلى أهلك وأنت بينهم، فاختاري التواصل معهم ولو يوميا بالهاتف، والسؤال عن أحوالهم، واجعلي اهتمامك الأكبر بوالدته، وبمن يهتم بك من الكبار، ولست بحاجة للدخول في احتكاكات مع أخته الصغرى أو غيرها.

أشغلي نفسك بما أنت فيه، اشتغلي بذكر الله -تبارك وتعالى- حافظي على الجنين الذي في بطنك، واعلمي أن أي توترات تؤثر عليه سلبا.

أنت بحاجة إلى هدوء، وبلا شك أنت بحاجة إلى استقلال وخصوصية، لكن حتى يتحقق ذلك، وحتى يتفهم زوجك هذه الأمور، أرجو أن تتجنبي العناد وتصعيد الأمور، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على التحمل، والرد القاطع هو أن تكون هناك مرونة بين الزوجين.

ونحن بحاجة إلى أن يتواصل معنا الزوج، شجعيه حتى نحاوره، حتى نقنعه، حتى نعرف الدوافع التي عنده ودفعته لهذا الإصرار، ولا شك أن هناك حقوقا بين الزوجين، لكن من إكرام الزوج إكرام أهله، ومن إكرام الزوجة إكرام أهلها، هذا المعنى ينبغي أن يكون واضحا بالنسبة لك وبالنسبة له.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يجعل هذه المرحلة تنتهي بمنتهى الهدوء، حتى لا يتضرر الجنين، وتضرري صحيا من هذه التوترات، ونسأل الله أن يوفقكم، وأن يرفعكم عنده درجات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات