حدثت مشاكل بيني وبين خاطبي وأفكر في الانفصال عنه!

0 3

السؤال

السلام عليكم.

تمت خطبتي منذ سنة، وكنت على معرفة به، وعندما تقدم لخطبتي رفضه والدي؛ لأنه ليس لديه شقة، فغضبت من أهلي، وكنت أدعو كثيرا، وفي قيام الليل، وبعد سنة تقدم مرة أخرى، واقتنع والدي بأن الخاطب طالما أنه جيد فالشقة ليست مهمة، وتمت خطبتي عليه، على الرغم من أن والدي كان يريدني لابن عمي، وبعد قراءة الفاتحة تقدم لخطبتي ابن عمي، ولكن والدي رفض؛ لأنه تمت قراءة فاتحتي.

مرت سنة كاملة على خطبتي، وكان جيدا معي، ويتقي الله في تعامله معي، وأهله أيضا جيدون، على الرغم من كونهم ليسوا في مستوانا الاجتماعي، وهو بار بهم.

بعد 5 أشهر توفي والدي، وكنت متعلقة به جدا؛ مما أثر علي كثيرا بعد وفاته، وقد حلمت بأبي وكأنه قد جاءني في المنام، وطمأنني بأنه بخير، وبعد فترة جاءني أيضا في المنام، وشعرت بأنه غاضب مني، وأردت أن أحضنه، ولكنه لم يكن يرغب بحضني؛ فهو أصلا بطبعه خجول، فلما استيقظت من المنام انهرت من البكاء، للأسف كنت مقصرة معه، كما أنني أخشى أنه لم يكن راضيا عن هذه الخطبة.

بعد عيد الفطر ازدادت حياتي سوءا؛ فقد كنت أتكاسل عن الصلاة، وحدثت مشاكل بيني وبين خاطبي في عيد الأضحى، كما أنه ترك العمل في الشركة، واكتفى بعمله مع والده؛ لأن والده يريد ذلك، وهذا الأمر أزعجني؛ لأن هذا مستقبله، ويجب أن يوازن بين الأمور، كما أن أهله تغيروا معي، ولا يوجد سبب للتغير.

كثيرا ما أشعر بأني أختنق، ولا أستطيع التعامل مع أحد، حتى حدثت مشكلة، فاتصل على أختي، واشتكى لها، فغضبت؛ مما جعل والدتي وأخواتي البنات يصرخن علي بأنه لا يستحقني، وأن أهله يتحكمون بي، وأصبحوا يقارنون بينه وبين ابن عمي، وقد تدخل إخوتي الشباب وحلوا المشكلة، ولكنني لا أعرف كيف أتصرف؟ كما أنه أجل موضوع الزواج؛ لأنه غير مستعد ماديا، ولا أدري هل أكمل الموضوع، أم أنفصل عنه؟ لأن كل شيء يخبرني بأن أتركه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

نعلم أن قلبك الآن مثقل، ما بين حزن الفقد وحيرة الطريق؛ فرحيل أبيك لم يكن فقدا لشخص، بل كان غيابا لركن كنت تستندين إليه في كل قراراتك، فإذا بالحياة تتركك في مهب الريح، وبين أمواج متلاطمة من المشاعر.

رأيت أباك في منامك، مرة يطمئنك، ومرة عابسا، فظننت أن قلبه غاضب عليك، والحقيقة أن الحلم ليس دائما رسالة غضب، بل قد يكون صدى لروحك القلقة، ومرآة لشعورك بالذنب الذي يثقل صدرك.

أما خاطبك: فقد بدأ الحكاية سندا وقربا، ثم بدت في طريقه تعرجات، وهي ترك عمله الذي رأيته مستقبلا، ثم التغير من أهله بلا سبب جلي، والمشاكل التي تتكرر، وتأجيل للزواج دون وضوح كامل، وبين هذا وذاك، وجدت نفسك في مرمى آراء العائلة، من يقارنه بابن عمك، ومن يراه لا يستحقك، ومن يحاول الإصلاح، بينما قلبك أنت لا يجد السكينة.

ونحن نقول لك: ينبغي النظر إلى الموقف من منظور واقعي، يوازن بين العاطفة والعقل من خلال ما يلي:

1- الاستمرار يكون ممكنا إذا:
- وضعت خطة عملية للعمل والدخل على مدى سنتين.
- عادت العلاقة إلى مسارها الطبيعي بينكما، وبين أسرتيكما.
- تم الاتفاق على موعد محدد للزواج، لا يتجاوز أجلا معقولا.

2- الانفصال يكون راجحا إذا:
- ظل الوضع المادي على حاله من الغموض.
- استمر تأجيل الزواج بلا أفق واضح.
- بقي أسلوب حل المشكلات قائما على الهروب، أو الاستعانة بالآخرين.
- استمر التغير السلبي في موقف أهله، دون معالجة.

الأخت الفاضلة: نكتب لك بعد ذلك خطوات عملية مقترحة، عقد جلسة مصارحة بينك وبينه بعيدا عن تدخل الأهل، تتضمن:
- سؤالا صريحا عن خطته المهنية، ومصادر دخله المستقبلية.
- تحديد موعد زمني واضح للزواج.
- وضع إطار للتعامل مع تدخلات الأهل.
- ثم منح فترة (ثلاثة أشهر) لاختبار مدى التزامه بما اتفق عليه، فإن التزم وتغير الحال -فالحمد لله-، والاستمرار أصبح ممكنا، وإن خالف في بعض النقاط ينظر في المخالفة، هل هي عن عدم قدرة، أو عجز، أو خطأ يمكن أن يصلح، فهذا يعطى فرصة.

ننصح بتدخل حكماء الأهل، أو شيخ المسجد، للنظر في الأمر، وننصحك بالصبر، بما أنك ذكرت أنه صاحب خلق، وقد مات والدك وهو راض عنه، ولا تستعجلي القرار بالانفصال، فقد تندمين في المستقبل.

وفي الختام: ثقي أن أقدار الله غالبة، وأن العبد متى ما استخار ربه، فإن الله سيقضي الخير له لا محالة، نسأل الله أن يحفظكم بحفظه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات