كيف أتعامل مع عمي الذي لا يحسن أداء النصيحة لي؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ضيعت سنوات من عمري إما في كسل أو في انتظار وظيفة، مع فترة ضياع قاربت الثلاث سنوات، وعمي كثيرا ما ينصحني بالالتحاق بالجيش، لكن أسلوبه في النصيحة لم يكن مناسبا، بل قد يكون جارحا، ولا أعلم إن كان سيقول لابنه مثل هذا الكلام أم لا.

أتساءل: هل يجوز أن أقول له إن النصيحة لا ينبغي أن تكون بهذه الطريقة، وأنه يجب أن تكون بيننا على انفراد؟ لأني في الحقيقة صرت أتضايق، وأخشى أن أزوره منذ 3 سنوات، فيعيد نفس النقاش الذي يتكرر منذ ما قبل ثلاث سنوات.

الآن عمري يقترب من 28 سنة، وأنوي دخول معهد مدته 3 سنوات ونصف، وربما أتوظف في سن 32 أو 33، فهل يأثم إذا جرحني بكلامه حتى لو كان صحيحا أمام الآخرين؟ وهل يجوز إن أقول إن الوظيفة لم تكن مكتوبة لي في ذلك الوقت؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على ثقتك وتواصلك مع موقع إسلام ويب، ونسأل الله أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويرزقك التوفيق والسداد في حياتك.

أولا: بخصوص قولك إنك ضيعت سنوات من عمرك بين الكسل وانتظار الوظيفة، فهذا وإن كان مؤلما، إلا أنه لا ينبغي أن يحبطك أو يحبس طاقتك في دائرة الندم، فالله واسع المغفرة، وما مضى أصبح تجربة تحمل دروسا وعبرا، يمكن أن تكون دافعا قويا لك للانطلاق وعدم تكرار ما سبق، قال النبي ﷺ: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز)، فابدأ الآن، وأحسن استثمار وقتك فيما ينفعك ولو بخطوات صغيرة، فالمهم ما ستفعله في عمرك القادم لا ما فات.

ثانيا: من حيث موقف عمك: لا شك أن النصيحة حق بين المسلمين، لكن المطلوب أن تكون بلطف وحكمة، بعيدا عن الإحراج أو التجريح أمام الآخرين، فإن كان يقصد جرحك أو تحقيرك فقد يأثم على ذلك، أما إذا كان قصده الخير، وحرصه عليك وأخطأ في الأسلوب، فله أجر النية ويؤاخذ على الخطأ، ومن حقك أن تطلب منه بأدب أن تكون نصيحته على انفراد، فهذا أدعى للقبول وأحفظ لمكانتك.

ثالثا: من الناحية النفسية والاجتماعية: من الطبيعي أن تشعر بالضيق من أسلوب عمك، لكن لا تجعل ذلك سببا للهروب من لقائه، بل قابل الأمر بهدوء واحترام، وأظهر له أنك تقدر نصيحته، ثم وجهه بلطف إلى أنك تفضل النصيحة بينك وبينه، وحاول أن تغير مسار الحديث إذا تكرر الموضوع.

رابعا: من الناحية العملية: عمرك الآن 28 سنة، وخطتك دخول معهد لمدة 3 سنوات ونصف حتى تبلغ 32 أو 33، وهذا أمر ممكن، بل أفضل من البقاء بلا هدف، وكثير من الناس يبدؤون متأخرين وينجحون، المهم أن تختار التخصص المناسب لسوق العمل، وتسعى لاكتساب مهارات إضافية (لغة، حاسوبا، خبرة جزئية أو عملا تطوعيا)؛ لتقوية سيرتك الذاتية للحصول على فرصة وظيفية مناسبة.

خامسا: أما بخصوص أن تقول لعمك: "الوظيفة ليست من نصيبي هذه الفترة"، فالأفضل أن تعبر بروح إيجابية، فتقول: (قدر الله وما شاء فعل، سأسعى وأجتهد، والرزق بيد الله)، فهذا أرقى وأدعى لطمأنة نفسك وقطع باب الجدل.

وأخيرا: نوصيك بالمداومة على الصلاة، والأذكار، والإكثار من هذا الدعاء: (اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وارزقني رزقا طيبا مباركا)، وثق أن رزقك لن يسبقك ولن يتأخر عنك إلا بحكمة يعلمها الله.

نسأل الله أن يفتح لك أبواب الخير، ويجعل لك في عمرك القادم بركة ونفعا، ويقر عينك بما يرضيك.

مواد ذات صلة

الاستشارات