السؤال
السلام عليكم.
أنا أعمل في بلدي، ووضعي مستقر إلى حد كبير، ولكن بسبب ظروف البلد أصبحت خائفا من أن يحصل نفس الذي حصل من قبل، فبدأت بالبحث عن فرصة عمل في الخارج، وحصلت على فرصة جيدة جدا في بلد خليجي، ومعظم الناس أخبروني بأنها فرصة عمل جيدة، ولكن لو فكرت في أخذ عائلتي فلن يكون ذلك مجديا.
لم أستطع أن أتخذ قرارا ساعتها، فقلت في نفسي: سأقوم بعمل الإجراءات، وأنهيت الإجراءات كاملة، وصليت الاستخارة، واقترب وقت السفر وأنا لم أتخذ قرارا بعد، ثم أجلت الموضوع، كما أنني خسرت تذكرة الطائرة أصلا، ولكن بعد تأجيلي للموضوع شعرت براحة، مع علمي بأنني سأرجع لنفس الحيرة، أنا لا أعرف هل الأفضل أن أجلس مع عائلتي وأفقد تلك الفرصة.
زوجتي حلمت بسيارة مليئة بالحقائب العادية، وحقائب السفر لأشخاص معي في العمل، فلما وصلت السيارة إلي جلست أقلب في الحقائب، ووجدت كل حقيبة عليها اسم من أسماء الأشخاص الذين يعملون معي في نفس مكان العمل، إلا اسمي لم أجده بين تلك الحقائب، وكانت زوجتي حزينة لأني لم أجد حقيبتي، ثم عندما نزلت من السيارة وجدت زوجا من الأحذية، إحداهما عادية، والأخرى مميزة، وكنت أتشاجر أنا وزميل لي عليها، فقلت له سأقيسها، ولو كانت مقاسي فهي لي، وعندما جربتها وجدت أنها مريحة جدا، فقلت لهم والله لن أنزعها، فما رأيكم؟ وعلى ماذا تدل هذه الرؤيا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله العظيم أن يبارك فيك، وأن يختار لك الخير حيث كان، وبعد:
نحن في الموقع لا نقوم بتعبير الرؤى؛ لأنه ليس من اختصاص الاستشارات، والأصل أن لا تجعل الرؤى دليلا للقرارات المصيرية، وواضح من كلامك أنك كنت في حيرة كبيرة بين الاستقرار مع العائلة، واغتنام فرصة مادية جيدة في الخارج، ومن الطبيعي حصول مثل تلك الحيرة، فقرار الغربة ليس ماليا فقط، بل هو اجتماعي، ونفسي، وأسري، والكثير ينجح فيه إذا كان الهدف محددا، ومدة الغربة معروفة، وهناك خطة واضحة للعائلة.
أما إذا كان السفر غير مناسب للعائلة، ويؤدي إلى تضحيات لا تطيقها، ويكون الثمن غاليا، فينبغي التريث، لذلك دعنا نجيبك من خلال ما يلي:
1. الاستخارة وما بعدها: أنت صليت الاستخارة، وما حصل من تأجيل وراحة نفسية هو خير ساقه الله لك، فلا تقلق من ضياع الخير، لكن بما أن الفرصة ما زالت قائمة، فهذا يعني أن الباب لم يغلق نهائيا، وقد يكون الله قد صرفك عنها نهائيا لخير لك، أو صرفك في المرة الأولى ليريح قلبك، ويعطيك فسحة للتفكير.
2. فرصة السفر وتجربتها: إن كنت في حاجة حقيقية (مادية، أو مهنية) لهذه التجربة، فيمكنك بعد الاستخارة أن تخوضها، ولكن بنية التجربة لفترة محدودة، والسفر لفترة محددة (مثلا لسنة) يتيح لك:
- أن تختبر جدوى العمل هناك.
- أن تقيس حجم الفائدة مقابل التضحية بالبعد عن العائلة.
- أن تعود مطمئنا إذا لم تجد الأمر مناسبا.
3. مع العائلة أم بدونها؟
بما أن اصطحاب العائلة "غير مجد" حاليا، فالحل الواقعي: أن تبدأ التجربة وحدك لفترة قصيرة محددة، تقيم فيها الوضع عمليا، وبعدها تتخذ القرار: إما الاستمرار، أو الاكتفاء والعودة.
4. الخلاصة: ما حدث بعد الاستخارة هو خير، والراحة التي شعرت بها دليل طمأنينة، ومع ذلك، الفرصة لم تغلق، وإن كنت تحتاجها فيمكنك أن تجربها لفترة قصيرة لتتضح لك الصورة أكثر، المهم أن تضع لنفسك مدة محددة، وخطة واضحة، حتى لا تظل في حيرة أو قلق.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله المستعان.