السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مقبلة على خطوبة، فقد وافقت على شاب، والآن عند ذكر التجهيز للخطوبة رسميا وموضوع الزواج، تصيبني نوبات بكاء، وهلع، مع خوف شديد، ودقات قلب قوية، فهل هذا طبيعي؟ وكيف أتخلص من هذا الشعور؟ لأنني أفكر في التراجع عن موضوع الخطوبة والزواج.
شكرا مسبقا، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكرك على تواصلك معنا بهذا السؤال.
بداية -أختي الفاضلة-: نعم كثير من الناس عندما يقبلون على أمر جديد قد يغير حياتهم بشكل جذري، قد يشعرون ببعض القلق والاضطراب والتوتر، وخاصة أنهم مقدمون على شيء ربما مجهول بعض التفاصيل؛ فلذلك يشعرون بهذا التوتر، وهذه نعمة من الله تعالى؛ لأنها تنبهنا عندما نكون أمام موقف جديد قد يضرنا أو يؤثر فينا.
ولكن -أختي الفاضلة- علينا أن نستعمل هذه النعمة بحكمة، فمفيد أنك كتبت إلينا بهذا السؤال تسألين: هل هذا أمر طبيعي أو لا؟
نعم، إنه أمر طبيعي، يشعر به الكثير من الناس -أو في مثل حالتك الكثير من الشابات-، وإن كان ذلك على درجات مختلفة، إلا أنه بشكل عام موقف نفسي طبيعي لأمر جديد لم تجربيه من قبل، فهذا أمر معروف ومتوقع، و-بإذن الله تعالى- من خلال التصميم ثم التوكل والاعتماد على الله -عز وجل-؛ ستتحسن هذه المشاعر وتخف، طالما أن الشاب الذي تقدم لك أنت موافقة عليه، فهذا أمر طيب.
ماذا عليك أن تفعلي؟
أولا: أن تتذكري أن هذه ردة فعل طبيعية، لأمر لا نقدم عليه كل يوم، فهذا أمر طبيعي تماما.
ثانيا: أعطي نفسك بعض الوقت، رويدا رويدا في السير قدما في موضوع هذا الزواج، وستشعرين من خلال الوقت بالاطمئنان القلبي والراحة.
ثالثا وأخيرا: إذا صعب عليك الأمر، فيفيد أن تتحدثي لشخص تثقين به، قريبة منك أو تعرفينها؛ فالحديث عما في النفس والفضفضة هذه تفيد وتريح الإنسان.
أرجو الله تعالى أن يكون هذا الشاب متفهما لهذا التوتر، ليقف معك ويعينك؛ فالأمر كما هو جديد عليك هو أيضا جديد عليه، فمن خلال التفاهم والحديث المباشر تتحسن الأمور وتسير كما تتمنون "طبعا يكون الحديث مع الخطيب بحضرة الأهل لأنكم في فترة الخطوبة".
أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويخفف عنك هذا التوتر والقلق، وأن يعينكما على تكوين أسرة مسلمة ملتزمة، تكون لبنة صالحة في هذا المجتمع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.