السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي، أشكركم على هذا الموقع الرائع.
أنا أحب زوجتي وأحترمها جدا، هي بعيدة عني لكننا في نفس البلد في الغربة، لديها أخلاق عالية، ومن عائلة محترمة، وهي خجولة، مشاعري تجاهها أفصح بها في كل مرة، لكن رد فعلها وجفاءها يؤثران في، كأنها لا تهتم بي، لا تخاطبني باسمي، أو بألفاظ تسعدني، وأشعر أحيانا كأني غريب عندها؛ وهذا يفسد علي صفوي.
لا أعرف ماذا أفعل! هل أصارحها بهذا الطبع الذي لا أحبه؟ أنا أريدها أن تشاركني بعفويتها ومن قلبها، ولا أريد تمثيلا.
أي نصائح في هذا الباب ستسعدني حتى أحسن التصرف. جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bahafid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك ثناءك على الموقع، مؤكدين أن هذا واجبنا، ونتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، نسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب.
لا شك أن العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة عظيمة، وهي ميثاق غليظ، لكن أنت أشرت إلى أن هذه الزوجة التي تحبها وتحترمها، وأخلاقها عالية، ومن عائلة محترمة، وهي خجولة، وهذه الصفات التي ذكرتها صفات جميلة ورائعة جدا، وقد أشرت إلى أنك تفصح لها عما في نفسك، لكنها لا تستطيع أن ترد عليك، وذكرت أنها خجولة، وأشرت أنها بعيدة عنك؛ ولعل هذا البعد والخجل الزائد له علاقة بهذا الذي تتكلم عنه.
لذلك: نتمنى أولا أن تجتمعوا مع بعضكم، وأن تكون الألفاظ الجميلة والعبارات الرومانسية في وجودها معك، فطالما هي بعيدة قد يصعب عليها أن تتجاوب معك، إذ ربما يكون هناك من حولها من الناس من يراقبها مثلا، بل ذلك أحيانا قد يتعبها، ذلك أيضا لأنها ربما لم تعتد هذه الطريقة.
ولذلك نتمنى -كي تتأكد من صدق هذه المشاعر- أن تجتمع مع أهلك تحت سقف واحد، فهناك يمارس الزوج حياته وتمارس الزوجة حياتها، وبعد ذلك يمكن أن تتدربوا على الردود الجميلة اللطيفة، ولا مانع من مناقشتها في هذا الأمر لتعرف الأسباب، إلا أن ما أشرنا إليه من أسباب وجيهة في مثل هذه الأحوال، في جعل الزوجة تحجم عن التعبير عن مشاعرها، لكونها بعيدة، ولكون هناك من حولها من الناس، ويتابع هاتفها، أو لخوفها من أن يفتضح أمرها، كما أن الانجرار وراء المشاعر مع وجود البعد قد يجلب المتاعب.
ولذلك نتمنى أن تتفهم هذا الجانب، ولا مانع من مناقشتها، ثم العودة إلينا بعد أن تعرف الأسباب التي تجعلها لا تجاريك في الكلام ولا في المشاعر؛ لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا بتوفيق الله إصلاح الخلل والعطب، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
إذن نحن نوصيك بما يلي:
1. المحافظة على هذه الزوجة التي مدحت أخلاقها.
2. نوصيك أن تحرص على أن تكونوا مع بعضكم تحت سقف واحد.
3. نوصيك أن تعرف أسباب هذا الجفاء الذي يظهر لك منها، ومعرفة أسباب عدم تجاوبها معك في العبارات الرومانسية والكلام اللطيف الذي تحب أن تستمع إليه.
ولا مانع من تشجيعها بالتواصل معنا والكتابة إلينا؛ حتى نناقشها ونبين لها ما يحتاجه الزوج من زوجته؛ لأن الزوج يحتاج إلى أن يشعر بالتقدير والاحترام، والزوجة تحتاج إلى أن تشعر بالحب والأمان، فإذا توفر لها الحب والأمان وفرت لك التقدير والاحترام، فينبغي أن نستحضر هذه الاحتياجات الأساسية لكل من الرجل والمرأة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.