السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا متزوج منذ سنتين، أعمل بعيدا عن زوجتي في دولة أخرى، وكنت أشاهد الأفلام الإباحية، وأحاول أن أبتعد عنها؛ لأن هذا لا يرضي الله، فتبت إلى الله من بعد أن اكتشفت زوجتي أني أشاهد ذلك، وغضبت مني، ولم تعد تعاملني بالمعاملة التي كانت من قبل، واستمر هذا لمدة شهر، أطلب منها السماح دائما على هذا، وتقول لي: "أنا سامحتك"، ولكن مع ذلك لم يتغير شيء، فهي تريد أن تعاقبني بهذا التصرف، رغم أنني وعدت الله أني لن أعود لهذه الأشياء من بعد.
أشعر بقلق عندما تتجاهلني، فأظن أني أصبحت مذلولا بهذا الخطأ الذي فعلته، أصلي وأسأل الله كل يوم أن يصلح أمرنا.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونهنئك بالتوبة، ونسأل الله أن يتوب عليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أحسنت بتوبتك، ونتمنى أن تتفهم الزوجة أن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وأن دورها كبير في تثبيتك على الحق والخير، وأنها ينبغي أن تكون عونا لك على كل ما يرضي الله تبارك وتعالى.
وننصحك بأن تجتهد في أن تكون الزوجة معك، لا تشتغل بعيدا عنها، وإنما الإنسان يحرص على أن يكون مع الزوجة، أو تكون الزوجة معه، ونحن نقدر الصعوبات التي قد تواجه الإنسان، لكن الأصل أن تكون الزوجة مع زوجها في حله وترحاله وسفره، وفي المكان الذي هو موجود فيه.
وعلى كل حال، نحن نتمنى أن تصل رسالتنا إلى الزوجة، ولا مانع من أن تكتب ما عندها حتى نقنعها بأهمية دورها في إعفاف زوجها، ونذكرها بأن الغفار التواب يتوب على الإنسان إذا وقع في الخطأ ثم رجع إلى الله تبارك وتعالى.
ولا يصح استخدام أسلوب العقوبة بالطريقة المذكورة، بل ينبغي أن تبادر بما عليها حتى تعينك على بلوغ العفاف؛ هذا من أهداف الزواج، ومن أهدافه: أن يكون للإنسان بيت يقوم فيه بواجباته الشرعية، ومن تزوج فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر.
نتمنى أن تتفهم الزوجة هذا الذي قلناه، وأكرر دعوتي لها بأن تتواصل مع الموقع وتذكر ما عندها؛ حتى نبين لها دورها في عون زوجها على الخير، ونبين لها أيضا خطورة التمادي والعناد بالطريقة المذكورة، ونبين لها أن لها دورا كبيرا جدا في عون زوجها وفي إعفافه، وكذلك العكس.
فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينها على تفهم واجباتها الشرعية، وعلى أن تكون عونا لك على الطاعة، واجتهد أنت أيضا في تفادي مثل هذا الخطأ، فإن الإنسان لا يدري متى تنخرم به لحظات عمره، ولا يدفعك عنادها إلى العودة إلى المعصية والمخالفة لله -تبارك وتعالى-، واتخذ من الإجراءات ما يحول بينك وبين مثل هذه الممارسة، وذلك بالبعد عن مشاهدة ما حرم الله، وأيضا إلغاء وإبعاد هذه المواقع المشبوهة التي تعرض مثل هذه المخالفات.
من المهم جدا أيضا أن تشغل نفسك بالطاعات؛ فإن الإنسان إذا لم يشغل نفسه بالخير شغله الشيطان بغيره، وعليك أن تدرك أن مسألة العفاف تبدأ مبكرا من غض البصر، والبعد عن الأشياء التي تثير الإنسان، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يتوب علينا وعليك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع، ونسعد بإفادتنا بالجديد في هذا الأمر.
ونكرر دعوتنا إلى أن تتواصل الزوجة معنا أو تقف على ما أرسلناه من خلال هذه الإجابة، من دورها الخطير والمهم والكبير في مساعدة زوجها على بلوغ العافية.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.