خطبني رجل متزوج ولم أشعر بانسجام وتفاهم بيننا، ما نصيحتكم؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود استشارة بخصوص زواج التعدد، فأنا مقبلة على هذا النوع من الزواج، وقد صليت صلاة الاستخارة، ولم يتبين لي شيء في البداية، لكنني لم أجد تفاهما بيني وبين هذا الشخص، فكل حديثه يدور حول زوجته الأولى: "كانت، وفعلت، وقالت"، مما جعل حياتنا مليئة بالنقاشات.

كما أنه يشبهني بالرجل في كلامي وتصرفاتي، ويقول لي: "أنا لا أريد رجلا ينافسني، أنا أريد أنثى"، وأنا لا أعرف ماذا أفعل! صليت صلاة الاستخارة مرة ثانية، ثم حدث بيننا خلاف، فقلت له: "حسنا، فلنفترق" ولا أعلم إن كان هذا القرار صحيحا أم خاطئا، خاصة أنه يعاملني بقسوة، ويتصف بالتسلط، وقال لي: "لا يحق لي الإنفاق عليك وأنت في بيت أهلك".

كل حديثنا يكون نقاشا وجدالا، ولم نتحدث يوما ونحن في حالة فرح أو انسجام، وكنت قد زرتهم في أحد الأيام، وحدث سوء تفاهم بيني وبين زوجته، وسمعته يقول لها: "تغار منك"، وكان يتحدث عني معها، ومنذ ذلك الحين، لم يعد له نفس المكانة في قلبي كما كان من قبل.

أرجو منكم النصيحة، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

أسعدنا أنك حريصة على الاستخارة، وهي من الأهمية بمكان، وقد كان النبي ﷺ يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، والاستخارة فيها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، وختامها: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، -أو عاجل أمري وآجله- فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به.

وهذا هو مكان الطمأنينة في الاستخارة، أن الإنسان إذا أداها يكون قد أدى ما عليه من التوكل على الله واللجوء إليه سبحانه وتعالى، وليس من الضروري أن يترتب عليها شيء، أن يحدث بعدها وفاق أو خصام أو نحو ذلك، لكن المهم هو أن يؤدي الإنسان هذه الاستخارة، يرفع أمره إلى الله -تبارك وتعالى- قاضي الحاجات، ويفوض أمره إلى الله تبارك وتعالى.

ومع الاستخارة أنت بحاجة إلى استشارة، فإذا كنت قد تواصلت مع موقعك واستشرت فقد أحسنت، ولكنك أيضا بحاجة إلى أن تشاوري محارمك، والرجال أعرف الناس بالرجال، ومن هنا اهتمت الشريعة بوجود المحرم في حياة المرأة؛ لأن الرجل أعلم بالرجل، فشاوري أيضا محارمك، وشاوري العاقلات من أهلك، من خالات وعمات وغيرهن، ثم بعد ذلك توكلي على الله -تبارك وتعالى- ولن تندم من تستخير وتستشير، وترفع أمرها إلى السميع البصير القدير، سبحانه وتعالى.

أما بالنسبة لما يحدث من مناقشات؛ فنحن حقيقة لا نؤيد طول فترة الخطبة، والكلام الذي يدور حولها، والنقاشات التي تدور –حتى بعد العقد–؛ فمثل هذه النقاشات لا تجلب إلا المشكلات، وهذا الرجل ليس من الحكمة أن يتكلم عن زوجته الأولى عندك، ولا العكس؛ لأن هذا من الأمور المهمة التي لا بد أن ينتبه لها.

ونتمنى أيضا أن تدركي أن وجود زوجة أخرى قبلك، هذا لا يضرك؛ لأنها لا تأكل إلا الرزق الذي قدره الله لها، ولن يمضي أحد من الدنيا إلا وقد نال نصيبه فقط، فأرزاقنا قسمت ونحن في بطون أمهاتنا.

قبل أن تتخذي قرارك بالرفض، أرجو أن تنظري في الفرص المتاحة في بيئتك، في ردود الأفعال التي يمكن أن تحدث، في الأشياء التي يمكن أن تخسريها في هذا الرجل الذي أشرت إلى أنه متسلط، وأنه قاس، وهذه بعض الصفات السلبية، فما هي الإيجابيات التي جعلتك في الأصل ترضين به وتبدئين معه هذا المشوار لتأسيس حياة؟

ولذلك ننصح بأن تكون النظرة شاملة للإيجابيات والسلبيات، فإنه لا يوجد إنسان –رجلا كان أو امرأة– إلا كان له سلبيات وفيه إيجابيات، وبالتالي الإنصاف أن ننظر للشخصية نظرة شاملة: إيجابياتها وسلبياتها، ثم نوازن، بل من المهم أن نتذكر أنه لا يوجد إنسان يخلو من العيوب، فنحن بشر والنقص يطاردنا.

نحن ننصحك بالتريث، ومشاورة أهلك الذين هم أعرف الناس بك وبهذا الرجل الذي تتكلمين عنه، ونتمنى أيضا أن تنجحي في تفادي أي فرص أو مجال للاحتكاك، ولا تعطي أي فرصة لأي كلمة يمكن أن تصل؛ لأنه إذا قال لك كلاما ربما ينقل إلى الطرف الثاني، وهذا قد يكون له آثار سلبية في مستقبل الحياة، والإنسان يتمنى الخير لنفسه ولغيره، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات