والدي يأمرني بما لا أحبه ولا طاقة لي به..كيف أتصرف؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متى تجب طاعة الوالدين؟ لقد سمعت من بعض العلماء أنها تجب فيما فيه منفعة لهما، على سبيل المثال: أحيانا يأمرني والدي بأن أنام ببطانية، رغم أنني لا أطيق الحر، أو أن أرتدي ملابس ثقيلة في الشتاء، وهو أمر لا أرتاح له، فهل يعد عدم طاعتي له في هذه الأمور من العقوق؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يكرمك ببر والديك حتى تحظى بالأجر العظيم في الدنيا والآخرة، ودعنا نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: القاعدة العامة أن طاعة الوالدين واجبة في المعروف، قال تعالى: {وقضىٰ ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} [الإسراء: 23]، فالأمر بالإحسان يشمل البر والطاعة واللين في القول والعمل، وقد قال النبي ﷺ:رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد رواه الترمذي. ومعناه: أن طاعتهما فيما يرضيهما مما لا معصية فيه من أعظم القرب.

ثانيا: متى تجب الطاعة، ومتى لا تجب الطاعة في كل أمر؟:
• فتجب الطاعة فيما فيه نفع لهما أو دفع ضرر عنهما.
• وتجب فيما لا يترتب عليه ضرر عليك، أو مشقة زائدة خارجة عن المعتاد، وفيما ليس فيه معصية لله تعالى.

ولا تجب الطاعة في المعصية أو ما يجلب عليك ضررا أو مشقة شديدة، ففي الحديث الصحيح: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق رواه أحمد. والمعنى يشمل كل أمر يخرج عن حد المعروف أو يحدث ضررا بينا.

ثالثا: إن أمر الوالدين لك بالنوم ببطانية، أو لبس ثوب ثقيل ليس من أوامر النفع الحقيقي لهما، فهو لا يحقق مصلحة تعود عليهما مباشرة، لكن قد يكون الدافع الحرص عليك، أو الخوف من المرض؛ لذا لا بد من فهم المراد، ثم اجتهد في تنفيذ طلبهما إرضاء لله ولهما، فإن لم تستطع بعد المحاولات الجادة، وكان عسيرا عليك، فيستحب أن تقابلهما باللطف، وتبين لهما صعوبة ذلك بأدب، كأن تقول: "يا أبي، والله إن الجو حار علي، وأتأذى من البطانية، فإن أذنت لي بتركها، فجزاك الله خيرا".

فبهذا تحفظ حقهما وترضي قلبهما دون أن ترهق نفسك بما لا تقدر، وإن شق عليك فانزعها عنك دون افتعال مشكلة معهما، وليس ذلك عند عدم قدرتك عقوقا.

وفقك الله تعالى، وأصلح حالك.

مواد ذات صلة

الاستشارات