تنتابني وساوس أنني قلت شيئاً سيئاً وأن قلبي سيتوقف!

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في بعض الأحيان أشعر بقلبي ينبض وحده بدون شيء، وبقدرة الله وحده، أو حتى أنني أتنفس لا إراديا، وأظل أقول: (اللهم بارك، الحمد لله...)، ولكن تأتيني وسوسة أن علي قولها أو أن قلبي سيتوقف عن النبض، ولكن أقول: "أنا إنسان، لذلك ما دمت حية فإن على قلبي أن ينبض"، ولكن المشكلة هو أنني أشعر وكأنني -أستغفر الله- آمر الله بشيء، وكأن الله مجبر على أن يجعل قلبي ينبض، وأبدأ أوسوس أنني قلت شيئا سيئا، وأن قلبي سيتوقف.

للعلم: كل هذا في عقلي وخاطري، ولكن لكي لا أوافق أفكاري في الرأي، علي أن أرد عليها، وإن لم أرد عليها، فسأكون قد اقتنعت أنني أوافق فكرتي! وأخاف أن يؤثر ذلك على تفكيري وإيماني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك.

فما وجدتيه هو من وساوس النفس، أو وساوس الشيطان التي يبتلي الله بها بعض عباده المؤمنين؛ ليختبر صبرهم وثباتهم على الحق، وأنت تدركين أن هذه الأفكار ليست منطقية، وتردين عليها بالعقل والإيمان، وهذا بحد ذاته دليل على سلامة إيمانك لا على نقصه؛ لذا دعينا نشرح لك الأمر في النقاط الآتية:

أولا: معنى ما تشعرين به، إحساسك بنبض القلب أو التنفس دون قصد هو أمر طبيعي تماما، فالإنسان حين يهدأ أو يركز ينتبه لهذه الأمور التي تجري عادة دون وعي، فيظن أنه يفعلها بنفسه، أو أنه لو توقف عن التفكير بها ستتوقف، لكن في الحقيقة كل ذلك يجري بأمر الله وحده منذ ولادتك إلى أن يكتب الله أجلك، فلا أنت تأمرين الله بشيء، ولا الله تعالى يحتاج إلى أن يذكر ليجعل قلبك ينبض، هو سبحانه يقول: الله يتوفى الأنفس حين موتها، فأنت لست مطالبة بأن تحافظي على النبض، أو ترددي كلمات كي يستمر، لأن الله وحده هو الذي يحيي ويميت، وقد ضمن لك حياة ما دمت حية.

ثانيا: الوساوس تأتي على صورة أفكار ترغم الإنسان على التفكير في أمور غريبة أو مخيفة أو محرجة، وتشعره أنه لو لم يرد عليها أو يفكر فيها سيقع مكروه، لكن هذه مجرد خدعة من الشيطان ليشغلك عن الطمأنينة، قال النبي ﷺ: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته، أي لا تناقشي الفكرة ولا تردي عليها، بل قولي في نفسك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم ابتعدي عنها ولا تجادليها.

ثالثا: العلاج العملي:
1. التجاهل التام: لا تدخلي في حوار مع الفكرة، ولا تحاولي إقناعها بالعقل؛ لأن الجدال هو غذاؤها.
2. الاستعاذة واليقين: استعيني بالله قائلة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اللهم ثبت قلبي على دينك.
3. الانشغال بالطاعات والعمل: فالوساوس تقوى في الفراغ، وتضعف حين يكون القلب مشغولا بذكر أو عمل نافع.
4. الهدوء النفسي: لا تظني أنك ارتكبت كفرا أو سوء أدب مع الله، فالله أرحم بك من نفسك، ويعلم أن هذه وساوس قهرية لا تؤاخذين عليها أبدا، قال تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

ختاما، اطمئني تماما: فأنت مؤمنة، وما دام قلبك يخاف الله ويتحرج من هذه الأفكار، فذلك دليل على صدقك مع الله، ولا تنسي أن السكينة تأتي من التسليم، فرددي بثقة: قلبي ينبض لأن الله أراد له أن ينبض وأنا في كنف الله، فلا خوف علي.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات