السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلتان:
الأولى هي: قراءة الروايات التي تأخذ وقتا كبيرا من يومي، وتستنزف مشاعري، وفي الوقت نفسه ألجأ إليها كلما حدث أمر يزعجني، وهي روايات غير نافعة تماما.
أما المشكلة الثانية: فهي أحلام اليقظة والتخيل المستمر، ولا أستطيع منع نفسي منهما، كما أن التخيل وأحلام اليقظة مرتبطان بما أقرأه.
فكيف يمكنني التخلص من كل ذلك بطرق عملية يمكنني تنفيذها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي طرحت فيه قضيتين: الأولى أنك تقضين وقتا طويلا في قراءة الروايات، والثانية: أنك تشتكين من كثرة أحلام اليقظة.
أختي الفاضلة: القراءة بشكل عام مفيدة جدا، ومنها قراءة الروايات، فنحن يمكن أن نتعلم الكثير عن الحياة، ونفسية الإنسان والصراعات التي يخوضها، سواء الصراعات النفسية أو الأسرية أو الاجتماعية، كل هذا يمكن أن نراه وننظر فيه من خلال قراءة الروايات، وخاصة ما يعرف بـ (الأدب العالمي) لكبار الكتاب من جنسيات ولغات مختلفة، فأنا لا أرى حرجا في هذا، ولكن ككل شيء التوازن مطلوب، ولا أظن أنك ستستطيعين الامتناع كليا عن قراءة الروايات، ولكن يمكنك أن تنظمي وقتك، وتوزعي مهماتك الفردية والأسرية والتعليمية في قراءة الروايات، وأيضا كثير من الناس قد يهربون أحيانا من معايشة واقع صعب إلى قراءة الروايات، وليس في هذا ما يمنع طالما أنه في الحدود المعقولة.
أختي الفاضلة: لاحظت أنك لا تعملين، وربما لا تدرسين، فلماذا؟ أين الدراسة؟ وأين العمل؟ فنصيحتي: بدلا من أن تركزي على "كيف أخفف من القراءة"، أشجعك على العودة إلى الدراسة أو البحث عن عمل، فهذا بطبيعة الحال سينظم وقتك، ولا يتيح لك قراءة الروايات بالقدر الذي تقومين به الآن.
أما القضية الثانية: كثرة أحلام اليقظة، أيضا هذا ربما يكون انعكاسا إلى أنك لا تعملين ولست في نطاق الدراسة، فماذا يفعل دماغ الإنسان إذا لم نفعله ونشغله في أمور معينة؟ لذلك يلجأ الدماغ إلى ملء الفراغ عن طريق أحلام اليقظة. أيضا هذا ليس فيه ما يمنع طالما أنه بالحدود المعقولة.
وعلى كل: إذا أحببت أن تخففي من هذا الأمر، فعندما تشعرين بأن قطار أحلام اليقظة بدأ، يمكنك ألا تسترسلي معه كثيرا، وتقومي من مكانك وتذهبي لتقومي بعمل آخر، وبذلك تصرفين انتباهك عن أحلام اليقظة هذه، وتقطعين تسلسل هذا القطار، وتقومين بما ينفع.
أدعو الله تعالى أن ييسر لك أمرك، لتعودي إما إلى الدراسة أو العمل، وهذا بطبيعة الحال سيعالج بشكل عفوي وطبيعي كلا القضيتين اللتين تشتكين منهما.
هذا، وبالله التوفيق.