السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 23 سنة، أدرس الصيدلة في أوروبا؛ أعيش في سكن جامعي، لكنني أزور عائلتي كل نهاية أسبوع.
مشكلتي هي حب الخيال أو أحلام اليقظة، منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أحب التخيل، وزادت هذه الحالة عندما دخلت المرحلة الثانوية، بدأت أتخيل نفسي داخل المسلسلات ومع الشخصيات التي أحبها، بعد انتهاء الثانوية، توقفت عن ذلك لمدة شهرين تقريبًا، لكن ليس تمامًا، فقد بدأت أتخيل نفسي مع الصحابة وما شابه، وعندما دخلت الجامعة، عدت تدريجيًا إلى التخيل، ربما بسبب قلة الثقة بالنفس، والبيئة الجديدة المختلفة عن حياتي السابقة التي كانت بسيطة من البيت إلى المدرسة، ومن المدرسة إلى البيت، ولم يكن لدي أصدقاء.
كنت أتخيل كثيرًا وأقضي وقتًا طويلًا في عالمي الخيالي، لكن -الحمد لله- وفّقني الله في امتحاناتي ونجحت، كنت شخصية مرحة، محبة للحياة، ولم أشعر أنني مضطرة لتحمل هموم أو مسؤوليات كبيرة، ولم أفكر كثيرًا في المستقبل.
في رمضان 2025، قررت أن أترك الخيال، وأوقفت كل شيء فجأة، ومنذ تلك اللحظة، بدأت أعاني كثيرًا، في البداية، أصبت بالاكتئاب والتعب، ثم بدأت أحاول تحسين حياتي ونفسي، رغم أنني أحب حياتي وأهلي والناس من حولي، ولم أكن أقارن خيالي بالواقع، إلا إنني بعد أن تركته، بدأ عقلي يقارن، ويذكرني وكأن ما عشته في خيالي كان حقيقيًا، رغم أنني أعلم أنه مجرد خيال.
حاولت كثيرًا ألا أعود إليه، حاولت أن أعيش حياتي فقط، ونجحت جزئيًا، لكنني لم أستطع أن أمنع نفسي من الاشتياق والحنين إلى خيالي والشخصيات التي أحببتها، فعُدت إليه بعد فترة دامت حوالي ستة أشهر من الانقطاع.
الآن أحاول تنظيم خيالي، بحيث أتخيل فقط قبل النوم، أو أخصص له ساعة واحدة خلال اليوم بشكل متقطع، أو أثناء ممارسة الرياضة، لكنني أشعر أنني إنسانة غريبة وسيئة، وأشعر بالخوف.
أنا أحب حياتي وأهلي وشخصيتي، لكنني في الوقت نفسه أحب خيالي والشخصيات التي فيه، أحب مشاهدة مسلسل معين، وأتخيل نفسي فيه، دائمًا أقول لنفسي إنني أستطيع أن أوازن بين الاثنين.
لكن هناك شعور ثقيل على قلبي، عندما أفكر أنني يجب أن أتخلى عن عالمي الخاص، وأركز على مستقبلي وأهلي، حتى خلال فترة التعب التي استمرت ستة أشهر، لم أكره خيالي، ولم أستطع أن أكره شخصياته؛ لأنني أعلم أنهم لم يؤذوني، بل تركي لهم هو ما يؤلمني.
هل أنا إنسانة ضعيفة؟ هل يجب على الإنسان أن يتخلى عن الأشياء التي يحبها في الدنيا؟ هل الخيال مضر؟ أنا أحب خيالي، ولا أستطيع أن أتخيل أنني سأتركه للأبد، فماذا أفعل؟ أنا خائفة أن أبدأ بمقارنة حياتي بالخيال، ساعدوني؛ لأنني ليس لدي أحد يمكنني أن أشاركه هذه المشاعر، ولا أعتقد أن أحدًا سيفهمها في النهاية.