أحتفظ بالكثير من صوري قبل الحجاب من باب الذكرى، فهل تصرفي خطأ؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في العشرينات من عمري، وقد من الله علي بالالتزام منذ نحو سنتين، وكنت قبل ذلك أرتدي ملابس ضيقة، وأضع مساحيق التجميل، وأكشف جزءا من شعري، ولدي على هاتفي آلاف الصور التي تعود إلى تلك المرحلة.

لقد نصحني أخي مرارا بحذف تلك الصور، حتى لا تكون عونا للنفس والشيطان على الرجوع إلى ما كنت عليه قبل التوبة، وادعى أن عدم شعوري بالندم أو الحزن عند مشاهدة تلك الصور يعد علامة على عدم اكتمال التوبة، كما قال إن احتفاظي بها ومشاهدتي لها قد يجعلاني أحن إلى تلك الفترة، وأعود تدريجيا إلى ما كنت عليه، وأن هذا من أساليب الشيطان.

لكنني مصرة على الاحتفاظ بهذه الصور، لما فيها من ذكريات جميلة، كما أنني حين أرى نفسي بتلك الهيئة أحمد الله على ما أنا فيه من نعمة.

فما مدى صحة كلام أخي؟ وبم تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الحرص والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب.

نبشرك بداية أن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وأن التوبة المطلوبة المقبولة عند الله -تبارك وتعالى- هي التي يكون فيها الإخلاص لله -تبارك وتعالى-، ويكون فيها الصدق مع الله -تبارك وتعالى-، ونعوذ بالله من توبة الكذابين، وهي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب متعلقا بالمعصية.

ثم بعد ذلك لا بد من إيقاف الخطأ والتوقف عن الخطأ، ثم الندم على ما حصل، والعزم على عدم العود إلى الذنب، فإذا كان في الذنوب حق لآدمي، فإن نضيف حقا آخر، وهو رد الحقوق إلى أصحابها.

أما في الحالة المذكورة، فلا بد من ارتداء الملابس الشرعية، والندم على ما حصل من التقصير، والعزم على عدم العود للذنب، والإخلاص في كل ذلك لله، أن تكون التوبة لله لا لغيره، لا لأجل كلام الناس أو غير ذلك، وأن يكون فيها صدق مع الله -تبارك وتعالى- كما أشرنا.

ثم بعد ذلك من ضمانات الثبات على التوبة: التخلص من آثار المعصية، ومفارقة صديقات المعصية، والبعد عن بيئة المعصية، وكل ما يذكر بالمخالفة.

وما ذكره الأخ صحيح؛ لأن مثل هذه الأشياء، أولا: الاحتفاظ بالصور قد تتسرب، قد تصل لمن لا يجوز لهم النظر إلى هذه الصور، وهذه التطبيقات في هذا الفضاء الإلكتروني، مع مواقع التواصل، هناك وسائل كثيرة لسرقة الصور، والإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح ملكا لغيره، فوجود الصور فيه خطورة، والذي أشار إليه أيضا أنه مما يعين الإنسان على الثبات في توبته أن يتخلص من كل ما يذكره بأيام المعصية، وأيام الغفلة، والبعد عن الله تبارك وتعالى.

فنسأل الله أن يعينك على إكمال التوبة، وعلى إكمال ضمانات الثبات على التوبة، فالشيطان يستدرج ضحاياه، ولذلك أتمنى أن تحمدي الله -تبارك وتعالى- الذي خلقك في أحسن تقويم، وفي أكمل صورة، وتجعلي ثمن ذلك أن تتستري وتتحجبي، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه، وشكرا لهذا الأخ الحريص على الخير، الناصح لك، ونسأل الله لنا ولك وله الثبات والهداية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات