أعجبتني فتاة صالحة ذات دين، لكن جمالها متوسط، فهل أتقدم لها؟

0 2

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في الثلاثين من عمري، أبحث عن فتاة لكي أستقر، وأستر نفسي، منذ فترة تواصلت مع فتاة، شعرت أنها زوجة صالحة، ويعجبني دينها، وخلقها، ولكنها ليست بالجمال والطول الذي أرغبه، قد تكون جميلة في أعين الآخرين، ولكني وجدتها متوسطة الجمال وقصيرة، استخرت الله مرارا، وأنا -بفضل الله- على يقين بالله -عز وجل- أنه سيكتب لي الخير مهما حدث.

أعلم أنه لا يجوز القلق والتفكير السلبي، وينبغي التوكل على الله، ولكني أشعر أني في حيرة كبيرة من أمري، وأخاف أن لا أطيقها بعد الخطبة والزواج.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أشيد فيك روح الاستقامة والنية الصادقة في البحث عن زوجة صالحة، ورغبتك في الستر والاستقرار، وهي نية عظيمة، وكونك بدأت الطريق بالاستخارة والتفكر، فهذا يدل على قلب حي يريد الحلال، ويرجو بركة الله تعالى، فأسأل المولى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي بها تقر عينك.

دعني أطمئنك أنه ليس في ترددك مشكلة، فالتردد شيء طبيعي في مرحلة الاختيار، بل هو دليل وعي ومسؤولية، لكن مشكلتك ليست في الفتاة، بل في الموازنة بين الميل القلبي والمعيار العقلي.

فمن الناحية الشرعية: نبينا ﷺ يقول: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" أي اجعل الدين هو الأصل؛ لأن الجمال مهما بلغ لا يقيم بيتا إذا غاب الإيمان والخلق، وقد قال ﷺ أيضا: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر" رواه مسلم، فالحياة الزوجية قائمة على النظر إلى المحاسن وغض الطرف عن النقص، وتلك شيم الكرام، وبها دوام الحياة الزوجية واستقرارها.

وأما من الناحية الواقعية: فالجمال يتعود، والروح الجميلة تحبب، والمظهر مع الألفة يزداد قبولا، بينما الدين والخلق إن غابا؛ فكل جمال بعده يبهت ويثقل، وماذا يفيدك جمال المنظر وسوء الخلق والمخبر، فقط المطلوب منك أن تفكر: هل هذه الفتاة تصلح أن تكون أما لأولادك، وسكنا لقلبك، ومساعدة لك في حياتك؟

وإليك بعض خطوات عملية تعينك على القرار:

1. أعد النظر في الجمال الواقعي: أحيانا الانطباع الأول يتأثر بالتوتر أو المقارنة، فلو أمكن رؤيتها مرة أخرى (برؤية شرعية)؛ فافعل.

2. استخر واستشر: استمر في الاستخارة، مع استشارة من يعرفها عن قرب (من النساء الثقات التي تثق في رأيهن ومشورتهن).

3. وازن بين الراحة النفسية والمعايير السطحية: إن وجدت معها راحة وطمأنينة -ولو مع جمال متوسط- فهي علامة خير.

4. تذكر أن الألفة تغطي على الجمال في كثير من الأحيان: هذا لا يعني أنك لا تبحث عن الجميلة التي يقع بها الستر والإعفاف؛ لكن مقاييس الجمال بين النساء متفاوتة، والزوجة الصالحة تعظم في عين زوجها مع الأيام، بطيب معشرها وحسن خلقها.

5. احذر من مثالية الجمال: كثير من الشباب يندمون بعد الزواج؛ لأنهم قدموا الشكل على الجوهر، فيعيشون في فراغ عاطفي رغم الحسن الظاهر.

وأخيرا: ثق أن الله تعالى إن علم في نيتك الصدق، كتب لك من تسعدك وتسعدها، أكثر من دعاء الله تعالى: "اللهم إن كان في هذه الفتاة خير لي في ديني ودنياي، فاقدرها لي وبارك لي فيها، وإن كان غير ذلك فاصرفها عني، واصرفني عنها، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به."

رزقك الله الزوجة الصالحة، وبارك لك فيها، وجمع بينكما على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات