لدي رغبة شديدة في الزواج ولا أملك القدرة المادية.

0 357

السؤال

السلام عليكم..

أرسل سؤالي بعد صلاة لله في جوف الليل الآخر، وأقول: المشكلة وهي أني لا أستطيع تحمل نفقات الزواج وإلى الآن بسبب ظروف كثيرة، والمشكلة هي أني حينما أفكر في الزواج ومشروعه تجدني أحسن الصلاة وأخشع فيها، وأكون منشرح الصدر مبتسما دائما، والعكس صحيح حينما أبدأ بالتفكير بصعوبة الزواج وصعوبة تكاليفه يتملكني الإحباط وأخل في صلاتي وخشوعي، وأفكر في بعض المعاصي والعياذ بالله.

وأنا أجد في نفسي ميلا كبيرا إلى الزواج ولكن لا أستطيع تكاليفه، وبدأت مؤخرا أفكر في حلول بدت لي أقرب إلى الحرام منها إلى الحلال، كالاستقراض من البنك (ما يسمى القرض الدوار الجاري) بدون فوائد لمدة سنتين من باب المصالح والمفاسد، علما أنني موظف حكومي، وأستطيع تقسيط المبلغ.

وغيرها من الحلول، التي أغلبها شبهة، فأرجو منكم النصيحة، مع العلم أني لا أعيش في البلدة التي يسكن فيها أهلي بسبب ظروف الاحتلال، مما يجعل زواجي صعب ومكلف كثيرا.

أرجو منكم النصيحة والدعاء وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الله تبارك وتعالى يسهل على طالب العفاف الراغب في النكاح، ومرحبا بمن يكتب إلينا بعد سجود وخضوع للفتاح، وشكرا على تواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك للخير.

ولا يخفى على أمثالك أن طعام الاثنين يكفى الأربعة، وإن الله تبارك وتعالى تكفل بالأرزاق فقال سبحانه: ((لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))[طه:132]، وقال سبحانه: ((وفي السماء رزقكم وما توعدون)[الذاريات:22]، وقد كان السلف يلتمسون الغنى في النكاح، مصداقا لقول الكريم الفتاح: ((إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))[النور:32]، والمرأة تأتي برزقها، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم وبذكرهم وصلاتهم وإخلاصهم، ففكر في الزواج وجهز ما تقدر عليه من المال، واطلب مساعدة والديك، وارض باليسير، وتجنب الإسراف والتبذير، وأعرض ما عندك من الحلول على من حضرك من السائرين على هدى الرسول.

وإذا كان القرض بدون فوائد فليس هناك ما يمنع من الاستفادة منه، وأكثر من الاستغفار، فإنه مفتاح للأرزاق قال تعالى: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا))[نوح:10-12].

وأرجو أن يظهر صلاحك للناس وذلك عبر المشاركة في أفراحهم وأتراحهم، وواظب على صلاة الجماعة، ولا مانع من عرض رغبتك في الزواج على الفضلاء، وعليك بصلاة الاستخارة ثم شاور من حضرك من أهل الدراية، وتوكل على الله من يملك التوفيق والهداية.


وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات