كيفية المحافظة على الطموح العلمي مع انتشار المنكرات

0 164

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة جامعية أدرس في فرع الترجمة، وأثق كثيرا باستشارات الشبكة، ولذلك توجهت إليكم طالبة منكم العون والمساعدة بعدما أصبحت أحس بأن أفكاري مشوشة وتركت كل شيء جانبا، مع العلم بأنني طموحة جدا، وأعرف أن الطموح لا يجدر به أن يفعل ما أفعل، وانتقلت إلى الجامعة وكلي أمل في أن أحقق ما أحتاج وأطمح إليه، ولكنني صدمت بواقع مر؛ فالجامعة أصبحت ملهى تمارس فيه كل المنكرات لدرجة أنني وصلت إلى احتقارها.
والشيء الآخر هو أنني صدمت بأن كل دبلوم خارج مجال دراستي يكلف الكثير بالرغم من أن الوالد الكريم يعطيني ما يكفي من المصروف.
والسؤال هنا: كيف بإمكاني أن أساعد أخواتي الطالبات في الخروج من البقعة السوداء؟ وكيف لي أن أحافظ على مستوى طموحي في ظل هذه التغيرات؟
وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Latifa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن صاحبة الطموح العالي تنتفع من الجادين والناجحات، وتتعظ بأحوال الساقطين والساقطات، ولولا وجود الفاشلين والفاشلات لما تذوقنا حلاوة الفوز والوصول إلى الغايات، ومرحبا بك في موقعك مع إخوان يتمنون لك التوفيق والخيرات، ونسأل الله أن يحفظك من السوء والمنكرات، فارفعي أكف الضراعة إلى من بيده ملكوت الأرض والسماوات.
ولا شك أن احتقارك لما في الجامعة من المنكرات مبشر بالخير والعقل والكمالات، ونسأل الله أن يحفظ شبابنا والفتيات، وإذا كان الوالد يبذل لك بسخاء فاجتهدي في تحصيل العلم وابحثي عن الصالحات؛ فإنه لابد من وجود من يرفضن السوء والمنكرات، وأشغلي نفسك بما جئت لأجله مع ضرورة التقرب إلى رب الأرض والسماوات؛ فإنه يعصم أولياءه من السقوط في الدركات، وهو سبحانه يدافع عن المؤمنين والمؤمنات.
وأرجو أن تعلمي أن الإنسان يحمى نفسه من السقوط باللجوء إلى الله ثم بالحرص على تقديم النصح، فإن الدعوة إلى الله ترفع المعنويات وتوفق صاحبتها للخيرات، وأرجو أن تكون البداية بمن تتوسمين فيها الخير، واحرصي على أن تكوني نموذجا للحجاب والستر والعفاف، وسوف يلتف حولك الأعيان في الخير، واستبشري بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا).
ولا داعي للانزعاج فإن الانشغال بطاعة الله والإقبال على العلم النافع يشغل أصحاب الهمم العالية عن السفاسف، ولن يجرى وراء الشهوات إلا الفارغين والجاهلات، وليت هؤلاء الطلاب تذكروا الغايات التي جاءوا لأجلها، وليتهم تفكروا في أحوال أهلهم الذين ينتظروهم، وليتهم أدركوا سوء العواقب لمن يسير في طريق الشهوات؛ فكيف إذا كان السبيل إليها محرما.
واعلمي أن الإنسان ينال النجاح باجتهاده بعد توفيق الله، فابذلي الأسباب وتوكلي على الكريم الوهاب، ولا تقولي ما بال الدنيا مظلمة، فإن المصباح لا يقول ما بال الدنيا مظلمة، فكوني مصباحا في ظلام الشهوات، واعلمي أن مجرد لعن الظلام لا يكفي ولكن العمل الإيجابي هو أن يضيء الإنسان الشمعة.
ومرحبا بك في موقعك، وشكرا على ثقتك وسؤالك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات