ما سبب خفقان القلب والنبضات السريعة المفاجئة؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ سنتين تقريبا من خفقان في القلب، وقد بدأ بشكل مفاجئ بدقات سريعة جدا، وذهبت إلى الطوارئ، فأخبروني بأنه ربما كان بسبب الغضب، ولكن الأمر تكرر، وفي كل مرة أذهب إلى طبيب القلب، حتى إني أدخلت إلى العناية المركزة مرة، لكن في النهاية كانت كل الفحوصات سليمة، و-لله الحمد والمنة- قمت بإجراء جميع التحاليل المتعلقة بالغدة الدرقية والدم، وكانت كلها سليمة.

سؤالي هو: لماذا أشعر دائما بالخفقان عند النهوض أو صعود الدرج، وأشعر بضيق في النفس؟ وأحيانا أثناء الاستلقاء، أشعر بالخفقان أيضا، وسؤالي الأهم: لماذا أشعر بنبض قوي عندما أنام على الجهة اليسرى؟ ويمكن لأي أحد أن يشعر به، إذا وضع إصبعه على موضع النبض، وإذا ضغط عليه أشعر بألم شديد جدا، كما أنني أشعر بشد طفيف خلف الظهر من الجهة اليسرى بجانب العمود الفقري، أو عند رفع يدي اليسرى خلف رأسي وأنا مستلق.

أجيبوني مشكورين، وأسأل الله أن يجزيكم خيرا، وأن يكتب لكم الأجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد كان من الأفضل ذكر الاختبارات التي أجريت لك، خاصة بما يتعلق بالقلب، ففي مثل حالتك يجب أن تجرى صور بالإيكو للقلب، للتأكد من عدم وجود ترهل أو ارتخاء في الصمام التاجي (ترهل الصمام المترالي)، أو أحيانا يسمى ارتخاء الصمام التاجي، وهو الصمام الذي يفصل بين الأذينة اليسرى والبطين الأيسر.

الشيء المهم الآخر: هو ما يسمى بالهولتر (Holter) وهو جهاز يسجل خلال 24 ساعة تخطيط القلب بشكل مستمر، ويسجل المريض متى حصل عنده الخفقان، وماذا كان يعمل، وبالتالي فإنه يجري مقارنة بين وقت الأعراض عند المريض، والتخطيط في ذلك الوقت، فإن لم يكن هناك اضطراب في نظم القلب، قيل للمريض: إنه لا يوجد ما يشير إلى تسارع في القلب، أو اضطراب في نظم القلب.

أما إذا كان هناك تسارع، فعادة ما يتم إعطاء المريض بعض الأدوية، التي تقلل من حصول هذه التسارعات، وتقلل من شعور المريض بهذه الضربات، وإذا أظهر التخطيط بعض الضربات التي تخرج في غير وقتها، ونسميها خوارج انقباض -أي أنها تخرج ضربة قبل وقتها في فترة ارتخاء عضلة القلب- فإن المريض يشعر بها، وإن تكررت فإنه يشعر وكأن هناك خفقانا في القلب.

من المهم الإشارة إلى أن المنبهات، مثل: القهوة والشاي، والبيبسي، والشوكولاتا، والإكثار منها، وقلة النوم، وكثرة السهر، والقلق والتوتر، من شأنها أن تزيد من إمكانية ظهور هذه الضربات الإضافية، ومن شأنها أن تجعل الإنسان أكثر إحساسا بضربات قلبه، وعند بعض المرضى -كما هو الحال عندك- فكثرة التركيز والتفكير المتواصل في القلب، يجعله أكثر إدراكا لضربات القلب، ويجعله يشعر وكأن السرير يتحرك مع ضربات قلبه، وكذلك المخدة، وبالتالي مع كل حركة.

من المهم أيضا التأكد من عدم وجود أمراض، مثل: فقر الدم، وأمراض الصدر، والتي تجعل القلب يعمل بجهد أكبر، ويفضل الإقلال من المنبهات قدر الإمكان، وإجراء التمارين الرياضية والمشي، وفي حال استمرار الأعراض، يمكن المناقشة مع طبيب القلب، إن كنت بحاجة لأدوية، مثل: Inderal أو غيره من الأدوية، التي تقلل من الخفقان وضربات القلب الإضافية.

نسأل الله لك الشفاء العاجل، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات