السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من صداع مستمر، وتسارع في ضربات القلب بين الحين والآخر، وأحيانا أشعر برجفة في اليدين، إضافة إلى ضيق في التنفس، كما أعاني أحيانا من آلام في الرقبة والكتف الأيسر، وفي بعض الأيام أشعر بوجود غازات وآلام في الصدر.
لقد أجريت جميع التحاليل الطبية، وكانت سليمة، وكانت آخر زيارة لي لطبيب أعصاب وأمراض نفسية، حيث أخبرني أن لدي توترا داخليا، ووصف لي دواء "توباماكس" و"سيروكسات"، لكنني لم أبدأ بتناولهما؛ بسبب خوفي من آثار هذه الأدوية، علما بأنني مدخن، ولكن ليس بشكل مفرط، فما تفسير هذه الحالة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأعراض التي وصفتها هي أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن معظم أعراضك هي أعراض جسدية، لكن المؤشرات كلها تدل وتشير أن منشأها نفسي، وليس عضويا، كما ذكر لك الطبيب، فالتوتر والقلق النفسي من الواضح أنه السبب، الذي يمكن أن يفسر كل هذه الأعراض التي تعاني منها إليه.
القلق النفسي أصبح منتشرا في زماننا هذا، وليس من الضروري أبدا أن تكون هنالك أسباب، بعض الناس لديهم الاستعداد للقلق وللتوتر، وربما تلعب الظروف الحياتية دورا في ذلك، فالحالة هي حالة نفسية بسيطة، ولا يعتبر مرضا نفسيا، إنما هي ظاهرة نفسية.
أنصحك: أولا بأن تكثر من ممارسة الرياضة، الرياضة لها فعالية ممتازة جدا، للقضاء على مثل هذه الأعراض، فكن حريصا على ذلك.
ثانيا: لا تتردد كثيرا على الأطباء، فأنت قمت بإجراء الفحوصات اللازمة، وكلها سليمة، وفي ذات الوقت أعراضك في الأصل تشير أن منشأها نفسي، وليس عضويا.
ثالثا: لا بد أن تكون فاعلا في حياتك، ولا تترك لهذه الأعراض فرصة، لتبعدك عن القيام بواجباتك، وتطوير مهاراتك الحياتية، والترفيه عن نفسك بما هو مباح، وأن تشعر فعلا بقيمة إيجابية لذاتك، هذا مهم جدا.
رابعا: عليك بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة وتفيد كثيرا، ولتطبيقها يمكنك أن تتواصل مع أخصائي نفسي، وليس طبيبا نفسيا، حتى يقوم بتدريبك عليها، أو إذا لم يكن ذلك متاحا، فيمكنك أن تتحصل على سي دي، أو كتيب، من أحد المكتبات، وتستطيع من خلالها -إن شاء الله- تطبق هذه التمارين.
خامسا: بالنسبة للعلاج الدوائي الذي وصفه لك الطبيب، أعتقد أنه علاج جيد، خاصة الزيروكسات، فهو دواء مضاد للقلق وللتوتر وللمخاوف، كما أنه يعالج الوساوس والاكتئاب، وأنا حقيقة أؤيد وأؤكد تماما استعمال هذا الدواء.
بالنسبة للتوبامكس: يمكنك أن تتأخر عن استعماله قليلا، أعتقد أن الطبيب قد وصفه لك، لأنه دواء جيد في علاج الصداع، كما أنه يؤدي إلى تخفيف الوزن نسبيا، حيث إن الزيروكسات ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، والتوبامكس سوف يوقف هذه الزيادة في الوزن، فهو دواء في الأصل لعلاج الصرع، ولكن وجد أنه ذو فائدة كبيرة جدا في علاج الصداع -كما ذكرت لك- فالذي أريده منك هو أن تتناول الزيروكسات، وبعد شهر ونصف إذا لم تتحسن، يمكنك أن تضيف التوبامكس.
هناك دواء بسيط يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، إذا استطعت أن تتحصل عليه، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الفلوناكسول.
أما الزيروكسات: فلا بد أن تتناوله لمدة ستة أشهر على الأقل، وأنا أثق تماما أن الطبيب قد وضح وشرح لك طريقة استعماله، حيث إن جرعة البداية يجب أن تكون صغيرة، نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة واحدة لمدة خمسة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
لا بد أن تتبع التدرج في بداية استعمال الزيروكسات، وكذلك التدرج في إيقافه، هذه أفضل الطرق، وعموما هو دواء سليم جدا وفعال، وحاول أن تتوقف عن التدخين، وأعتقد أن مشاكله وعيوبه واضحة للعيان، فلا داعي لأن تؤذي نفسك بأمر ليس من الصعب على الإنسان أن يتخلص منه.
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرا على ثقتك في إسلام ويب، وبالله التوفيق.