السؤال
السلام عليكم.
أختي أصغر مني بثلاث سنوات، مريضة بالحمى الشوكية منذ صغرها، وقد أثرت عليها، وحاليا هي طبيعية كباقي الأطفال، ولكننا نعمل لها كل شيء، من أكل، وشرب، وغيره، ومنذ شهر يوليو جاءتها حالة تشنج، وبعد الكشف عرفنا أن عندها حالة صرع، وتجيء لها النوبة كل شهر، ولو كانت واقفة مثلا وجاءتها النوبة، فإنها تقع على الأرض، والدكتور أعطاها دواء عبارة عن شراب؛ لأنها لا تستطيع بلع الحبوب، واسمه تجربتول، وكارنيتول؛ حيث تأخذ التجربتول صباحا، والكارنيتول بعد الغداء.
أريد أن أعرف إذا جاءت لها النوبة، ولم يكن هناك أحد في البيت؛ لأني أدرس في الجامعة، وأبي وأمي في العمل، فهل من الممكن أن يحصل لها ضرر؟ أو أنها ستتشنج ثم تنام؟ وهل سيستمر معها المرض طويلا، أم أنها ستشفى منه؟ لأن الدكتور قال لنا بأنها يجب أن تأخذ الدواء لمدة سنة.
النوبة تأتيها على فترات متباعدة، وأحيانا تأتيها وهي نائمة، وتشخر، فأشعر وكأن نفسها مكتوم، فهي أيضا ممتلئة، وتطلب الطعام باستمرار، وتغضب جدا إذا لم نعطها الأكل، وتضرب نفسها، ويجب أن يكون الطعام دسما، والطبق ممتلئا، فهل هناك طريقة نجعلها تأكل دون أن تسمن؟ فأنا خائفة عليها جدا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن الحمى الشوكية تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الجهاز العصبي لدى الإنسان؛ فهي قد تعطل الجهاز الحركي بصورة مختلفة، وبدرجات متفاوتة لدى بعض الناس، كما أنها قد تؤدي إلى ظهور تشنجات صرعية، مثل التي حدثت عند أختك هذه -حفظها الله-.
العلاج أولا: لا بد من التحكم في التشنجات الصرعية؛ وذلك بإعطاء الدواء الصحيح، وبالجرعة الصحيحة، والأدوية التي أعطاها لها الطبيب هي أدوية ممتازة، وفعالة، وهدف العلاج هو أن لا تحدث أي تشنجات، وفي حالة تناول الدواء، وحدوث التشنجات هذا يعني أن الجرعة غير كافية، والجرعة يجب أن تحدد حسب وزن أختك، والطبيب لا شك أنه على إلمام تام بذلك.
ثانيا: تواجدها وحدها في حالة حدوث تشنجات لا نقول إنه أمر خطير، ولكن بالطبع غير محمود؛ لأنها ربما تسقط من السرير مثلا، أو من على الكرسي، وهذا قد يؤدي إلى إصابتها بجروح، وشيء من هذا القبيل، عموما ننصح بأن لا تظل لوحدها، وإذا تناولت الدواء بصورة صحيحة، فإنها -إن شاء الله- لن يحدث لها تشنجات، وهذا يجعلكم ويجعلنا أكثر اطمئنانا عليها.
أما إذا كان لا بد أن تبقى وحدها، ولم يتم التحكم في هذه النوبات، فيجب أن تنصح بأن تظل في مكان سليم لا يعرضها للخطورة، فإن خمسين بالمائة من مرضى التشنجات يأتيهم إدراك بحدوث التشنج قبل وقوعه، ربما يكون هذا غير منطبق على أختك؛ لأنها تعاني من بعض القصور العقلي البسيط الذي نتج من الحمى الشوكية، خلاصة الأمر: استعملوا الدواء بصورة صحيحة، وبجرعة كافية، ويجب أن يكون هنالك استمرار ومتابعة لحالتها مع الطبيب.
أما في ما يخص ميلها للطعام، وأكلها بكثرة: فهذا حقيقة لا يعالج إلا بإرشادها وتوجيهها، ومحاولة إرضائها بقدر المستطاع، وإعطائها أطعمة غير دسمة، وتقل بها السكريات والنشويات؛ لأن هذه تساعد في زيادة الوزن كثيرا، فأرجو أن تحرصوا على هذا الموضوع؛ لأن زيادة الوزن والسمنة لها مضارها الكثيرة.
هنالك أمر آخر، وهو مهم جدا: وهو أن تسعوا لتأهيل هذه الأخت؛ أقصد بذلك أن تدربوها على بعض الأعمال المنزلية، أن تهتم مثلا بترتيب سريرها، وخزانة ملابسها، وهذه الأشياء البسيطة، وأن تكون لها القدرة على تغيير ملابسها، وعلى تمشيط شعرها، وهكذا، هذه مهارات ضرورية جدا في الحياة، وبعد ذلك يمكنكم أن تنتقلوا إلى مهارات أخرى: كالطبخ، وخلافه، والتأهيل جزء أساسي جدا من العلاج، ومن أخطر الأشياء أن الإنسان إذا كان صاحب علة أن نعامله كمعاق؛ فهذا يزيد من افتقاد المهارات، ويؤدي إلى إعاقة حقيقية.
وختاما: نشكرك على اهتمامك بأمر أختك، ونسأل الله لها العافية والشفاء.
وبالله التوفيق.