جواز ذكر الشخص محاسنه لدرء مفسدة

0 163

السؤال

أريد أن أستفسر عن مدلول موقف سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وأرضاه في أواخر ولايته ولما زاد لغط الناس حوله وربما جحودهم له -وقف على الملأ يذكر الناس أنه من جهز جيش العسرة واشترى البئر وووو ...... إلخ وعندنا الآية... لا تتبعوا صدقاتكم بالمن والأذى ... فهل ما فعله سيدنا عثمان رضى الله عنه وأرضاه هو ذل فلا نتبعه (وأعلم أن هذا لا يتنافى مع كونه مبشرا بالجنة فكلنا بشر).... أم أن للإنسان وعندما يزداد جحود الناس أن يذكرهم بفضل الله ثم فضله عليهم ولا يحسب عليه من ولا أذى- وسؤالي بطريقة أخرى: هل أي ذكر لخير فعلته لأحد من الإخوة هو من وأذى على إطلاقه حتى وإن كان بعد مدة من الزمن، أفتونا؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر أهل العلم أن الصحابة يجب أن يظن بهم أحسن الظن، وأن تحمل تصرفاتهم على أحسن محمل، وعثمان رضي الله عنه هو أفضل الصحابة بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع، وقد ذكر النووي في شرح مسلم أن ذكر العبد محاسنه يمنع إذا كان للفخر والإعجاب، أما إذا كان لحاجة كدفع شر عنه أو تحصيل منفعة للناس فلا يمنع، ومن أمثلة دفع الشر ما ذكر عثمان هنا في السؤال.

ومنه إخبارك بما عملت من الخير للناس ليقتدي بك أو لتحقق بذلك مصلحة للمسلمين، وأما إخبارك به للمن على من أحسنت إليه فهو ممنوع شرعا؛ لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين {البقرة:264}.

 وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 70135، 74140، 95508، 21126، 45813.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة