الانتحار ... ليس علاجا

0 628

السؤال

نريد أن ننتحر، مع العلم أن لنا عدة مشاكل . فهل يجوز لنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فلا يجوز الإقدام على قتل النفس ( الانتحار) بأي سبب من الأسباب لقوله تعالى: ( ولا ‏تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ولقوله صلى الله عليه وسلم: " من قتل نفسه ‏بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما ‏فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل ‏نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا" رواه البخاري ومسلم.‏
فدل ذلك على أن قتل المرء نفسه من أعظم الكبائر، وأنه سبب للخلود في نار جهنم ‏والعياذ بالله.‏
وأن عذاب صاحبه يكون بنفس الوسيلة التي تم بها الانتحار، يضاف إليها دخوله جهنم ‏والعياذ بالله، هذا وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن اليأس والقنوط، وأخبر أن ذلك من ‏صفات الكافرين فقال: (يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح ‏الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) [يوسف:87] ‏
وقال تعالى على لسان خليله إبراهيم: (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) ‏‏[الحجر:56]‏
والحاصل أن الإقدام على الانتحار أمر فظيع وعواقبه وخيمة ، مهما كانت المشاكل الدافعة إليه.‏
فعظموا رجاءكم بالله وأيقنوا برحمته سبحانه التي وسعت كل شيء، وجددوا صلتكم بالله ‏وأكثروا من الطاعات والجأوا إليه سبحانه بالدعاء والتضرع أن يصرف عنكم السوء وأن ‏يحبب إليكم الإيمان وأن يزينه في قلوبكم وأن يكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان وأن ‏يجعلكم من الراشدين، واعلموا أن الحياة نعمة عظيمة أنعم الله بها عليكم وفرصة لا يمكن ‏تعويضها فاغتنموها في العمل الصالح حيث به تحيون حياة كريمة كما قال تعالى: (من ‏عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ‏ما كانوا يعملون) [النحل:97] ‏
ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خير الناس من طال عمره وحسن ‏عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله" رواه أحمد والحاكم، والترمذي وصححه.‏
ولماذا الانتحار الذي يوجب غضب الله ومقته وعقوبته؟! إن عاقلا لا يقدم على ذلك أبدا ‏لأنه يخسر دنياه وآخرته. وأخيرا فإننا ننصح بمرافقة الصالحين الذين يحضونكم على الخير ‏ويباعدون بينكم وبين الشر، كما نوصيكم بحضور مجالس العلم والذكر، وبالمحافظة على ‏الصلوات في أوقاتها مع الصبر وتفويض الأمور كلها إلى الله الذي بشر الصابرين بقوله: ( ‏وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم ‏صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). وفقكم الله للخير وصرف عنكم السوء.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة