0 358

السؤال

خطبة للرسول صلى الله عليه وسلم يزعمها شباب وفتيات على المنتديات والمواقع تخص رمضان. فما مدى صحة ذلك؟ مع علمكم أني لم أقتنع بما جاء فيها وشككت في أنها من صنع الروافض .
أفيدونا أثابكم الله حتى نرد على الناقلين ردا بدليل ونصها: روى الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام. عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد خطبنا ذات يوم فقال: خطبة الرسول الأعظم في استقبال شهر رمضان الكريم:
اللهم صل على محمد وآل محمد؛ أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم . وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل الساعات, ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه. أيها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذ بالمصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين .. أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر, كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه، قيل: يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار ولو بشربة من ماء، أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفف في هذا الشهرعما ملكت يمينه، خفف الله عليه حسابه، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور، أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، فسلوا ربكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة, فسلوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فسلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقمت فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزوجل . ثم بكى فقلت: يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك، قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: في سلامة من دينك. ثم قال: يا علي من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني، لأنك مني كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة، واختارك للإمامة، ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي، وأبو ولدي، وزوج ابنتي ، وخليفتي على امتي في حياتي وبعد موتي؛ أمرك أمري، ونهيك نهيي، اقسم بالذي بعثني بالنبوة، وجعلني خير البرية، إنك لحجة الله على خلقه، وأمينه على سره، وخليفته على عباده؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا لم نطلع على هذه الخطبة في شيء من كتب أهل الحديث، ولم نجدها مسندة في أي شيء من المراجع الحديثية المعتبرة، ولا نشك أنها مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم موضوعة، وفي فقراتها ما يخالف العقيدة مما اتبدعه بعض المتبدعة من الغلو في بعض الصحابة، ولكن بعض فقراتها ثبت ما يدل عليها مثل فتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار، ففي حديث الصحيحين: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم.

وراجع الفتوى رقم: 68093، والفتوى رقم: 72059.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات