الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: السلام على أهل لا إله إلا الله...

السؤال

ما مصدر العبارة: «يُحْشَرُ في زُمْرَةِ مَن قال: لا إله إلا الله»؟ هل هي حديث نبوي، أم عبارة مأثورة؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ورد شبه هذه العبارة في سياق حديثٍ روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الحديث مكذوب عن علي -رضي الله عنه-، فقد أخرجه أبو القاسم القزويني في التدوين في أخبار قزوين عن الأصبغ بن نُباتة قال: كنت مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فمر بالمقابر فقال: السلام على أهل لا إله إلا الله، من أهل لا إله إلا الله، يا أهل لا إله إلا الله، كيف وجدتم قول لا إله إلا الله، يا لا إله إلا الله، بحق لا إله إلا الله، اغفر لمن قال لا إله إلا الله، واحشرنا في ‌زمرة ‌من ‌قال ‌لا ‌إله ‌إلا ‌الله.

قال علي -رضي الله عنه- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قالها إذا مرّ بالمقابر، غفر له ذنوب خمسين سنة، قال يا رسول الله: من لم يكن له ذنوب خمسين سنة؟ قال: لوالديه، ولقرابته، ولعامة المسلمين.

وقد ذكر ابن سعد في الطبقات: أن الأصبغ هو صاحب شرطة علي، وكان شيعيًا، يضعف في روايته.

وعزاه السيوطي -في كتابه ذيل اللآلئ المصنوعة، أو ما يسمى بالزيادات على الموضوعات- إلى الديلمي، وذكْرها في هذا الكتاب هو حكم عليها بالوضع، فقد ذكر السيوطي أن أكثر رجال السند، قد وصم بالكذب، ثم قال: فالإسناد كلُّه ظلمات. انتهى.

وقال ابن عرّاق الكناني في تنزيه الشريعة عن الأخبار الموضوعة: وإسناده ظلمات، وفيه أربعة منسوبون إلى الكذب. انتهى.

وبالجملة؛ فالحديث مكذوب، لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا إلى علي -رضي الله عنه وأرضاه-؛ لأن سنده فيه جماعة من الكذابين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني