العفو عن القريب المسيء

0 331

السؤال

سؤالي: هو كنت أنا وابن عمى كالشيء الواحد بل أكثر من الإخوة وهو من النوع الطيب لكن بدأ شعوره يتغير والسبب هو أن أبي بدأ يطالب بحقه من مال كان على أبيه وفى يوم من الأيام حصلت مشكلة مع أخيه ابن عمى هذا وأبي أنا الذي هو عمه تدخلت أنا لأهدئ الموقف وأقول لابن عمي: عيب هذا عمك وفجأة لقيت ابن عمي الأصغر الذي قضى حياته كلها معي من صلاة وصوم وأمور الدنيا يضربني طبعا حصلت خناقة وأنا الآن محتار جدا أريد الموقف الشرعي من الصلح وما عليه فعله؟
لكي أجدني أكرهه بشدة بسبب ضحك الناس وإخواني علينا لأني كنت أنا وهو كالشيء الواحد، الأمر الذي أدهش المنطقة هو كيف أنا وهو تحصل بينا خناقة والناس يعرفون متانة العلاقة بيننا، كيف يضربني بسبب أخيه الذي كان يريد أن يضرب أبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلقد نهى الله عن قطع الرحم وأمر بصلتها، فعن جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم: يقول: لا يدخل الجنة قاطع. رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته. رواه البخاري و مسلم.

وقد أمرنا الله بصلة الرحم حتى لمن يقطعنا، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري.

وما حدث من ابن عمك من خطأ فهو نزغة من نزغات الشيطان، قال تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا. {الإسراء:53}

لكن هذا الخطأ لا يبرر لك مقاطعته أكثر من ثلاثة أيام ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.

فبادر بالصلح معه، والعفو عما بدر منه، ولا تدع الشيطان يفسد ما بينكم، فإن من أهم مقاصد الشيطان إيقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين، وعليك أن تجتهد في الإصلاح وإزالة الشحناء بين أبيك وعمك وأبناء عمك ، وإياك أن يغرك الشيطان ويصور لك أن العفو نوع من الضعف وأنه يطمع فيك الناس ، فالصحيح أن العفو يزيدك عزا وكرامة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا.

كما أن العفو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم {النور:22}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة