أسباب البلاء وحكمته وضرورة الصبر عليه

0 169

السؤال

لي فترة أتعرض لخسائر في تجارتي غير طبيعية أعتقد أنه حسد كما قال لي البعض من أقربائي. ولدي إحساس أيضا أنه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى. فاللهم لك الحمد ولك الشكر على كل حال. الابتلاء ماهي أسبابه من الله سبحانه وتعالى؟ هل هي تقصير من العبد في علاقته مع ربه أم ما هي أسبابه؟ رجاء أجيبوني لأني في حيرة من أمري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن للحسد والإصابة بالعين أثرا شديدا، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 16755 ، 17587 فمن الممكن أن يكون الحسد أو العين سبب المشكلة المذكورة في السؤال.

ثم لابد من العلم أن المصائب قد تكون عقوبة على بعض الذنوب والمعاصي، كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى: 30}.

وقال سبحانه: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا {النساء : 123}

وقال عز وجل: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك {النساء : 79}

 فلا شك أن الذنوب من الأسباب المباشرة لنزول المصائب. وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 36842، 51394، 49228.

وعلى أية حال فالأمر سواء إذا حلت المصائب، سواء أكانت بسبب ذنوب العبد، أو كانت بأسباب بشرية كالحسد والعين ونحو ذلك، أو كانت دون هذه الأسباب. فلابد من التوجه إلى الله بالتوبة والدعاء والاستعانة والتوكل، ولابد من الصبر وعدم الجزع والتشكي. ولا مانع من التفكير في أسباب حصول ذلك للاستفادة في المستقبل.

وقد سبق بيان سبل استجلاب قوة الإيمان لمواجهة المصائب في الفتوى رقم: 39151، وبيان الفرق بين الابتلاء والمصيبة في الفتويين: 27585، 57255.

والإنسان لا يستطيع الإحاطة بحكمة الله في قضائه وقدره، ولذلك قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة: 216}

وقد خلق الله تعالى الإنسان ليمتحنه ويختبره، كما قال تعالى: وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا {هود: 7}

وقال سبحانه: الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور {الملك: 2}

وهذا الامتحان يكون بالأحكام الشرعية كالأوامر والنواهي، ويكون كذلك بالأحكام القدرية، سواء ما نكره منها كالمصائب والشدائد، أو ما نحب كالأموال والأولاد، كما قال تعالى: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون {الأنبياء: 35}

 وعلى المؤمن أن يصبر ويرضى بأمر الله تعالى، وأن يبصر الرحمة من خلال البلاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط . رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني.

وقد سبق ذكر بعض البشارات لأهل البلاء والمصائب وبيان الأمور المعينة على تجاوز المصائب في الفتويين: 18103، 5249.

والله أعلم.


 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات