لا حرج في مخاطبة الغير بـ(مولاي)

0 408

السؤال

لاحظت أن منشط البرامج الدينية يخاطب الداعية أو المفتي أو رجل الدين، فيقول له: مولاي ما رأيك في كذا و كذا. سؤالي هو: هل يجوز أن نقول للداعية أو للمفتي مولاي؟ أليست هذه العبارة: مولاي. خاصة فقط بالله عز وجل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بأس بذلك؛ فالمؤمنون بعضهم أولياء بعض، والمولى والولي معنى يطلق على المحب والمحبوب والصديق والناصر وغير ذلك، ولا يختص بالله سبحانه.

قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: وقد تكرر ذكر المولى  في الحديث، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة، فهو الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم ،والحليف، والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه، وأكثرها قد جاءت في الحديث، فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه. وكل من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه.

 وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي، مولاي. ولا يقل أحدكم: عبدي، أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي. متفق عليه. قال ابن حجر في فتح الباري: وفي الحديث جواز إطلاق مولاي أيضا. وأما ما أخرجه مسلم والنسائي من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في هذا الحديث نحوه وزاد: ولا يقل أحدكم مولاي، فإن مولاكم الله ولكن ليقل سيدي. فقد بين مسلم الاختلاف في ذلك على الأعمش، وأن منهم من ذكر هذه الزيادة ومنهم من حذفها. وقال عياض: حذفها أصح. وقال القرطبي: المشهور حذفها. قال: وإنما صرنا إلى الترجيح للتعارض مع تعذر الجمع وعدم العلم بالتاريخ. انتهى.

ومقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلاق السيد أسهل من إطلاق المولى،  وهو خلاف المتعارف؛ فإن المولى يطلق على أوجه متعددة، منها: الأسفل والأعلى، والسيد لا يطلق إلا على الأعلى، فكان إطلاق المولى أسهل وأقرب إلى عدم الكراهة. والله أعلم. انتهى كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات