شرح ودرجة حديث (..ما غضبت على أحد كغضبي على عبد أتى معصية..)

0 331

السؤال

أرجو تفسير هذا الحديث القدسي: يقول الله عز وجل: ما غضبت على أحد كغضبى على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في جنب عفوي.
وأرجوكم أن تعذروني على أنني لم أضع سؤالي بمركز الفتوى، لأنني بحاجة إلى تفسيره ولا أستطيع أن أنتظر. وبارك الله فيكم و أكرر: اعذورني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجملة المذكورة جزء من أثر طويل رواه أبو نعيم الأصبهاني بسنده في حلية الأولياء عن وهب بن منبه قال: أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه: بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي وما يكابدون في طلب مرضاتي فكيف بهم إذا صاروا إلى داري وتبحبحوا في رياض نعمتي؟ هنالك فليبشر المضعفون لله أعمالهم بالنظر العجيب من الحبيب القريب أتراني أنسى لهم عملا؟ وكيف؟ وأنا ذو الفضل العظيم أجود على المولين المعرضين عني، فكيف بالمقبلين علي؟ وما غضبت على شيء كغضبي على من أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب عفوي ولو تعاجلت بالعقوبة أحدا أو كانت العجلة من شأني لعاجلت القانطين من رحمتي، ولو رآني عبادي المؤمنين كيف أستوهبهم ممن اعتدوا عليه ثم أحكم لمن وهبهم بالخلد المقيم؟ اتهموا فضلي وكرمي أنا الديان الذي لا تحل معصيتي والذي أطاعني أطاعني برحمتي ولا حاجة لي بهوان من خاف مقامي ولو رآني عبادي يوم القيامة كيف أرفع قصورا تحار فيها الأبصار؟ فيسألوني لمن ذا؟ فأقول: لمن وهب لي ذنبا ما لم يوجب علي نفسه معصيتي والقنوط من رحمتي، وإني مكافئ على المدح فامدحوني.

ومعنى الجملة المذكورة: الترهيب من القنوط من رحمة الله تعالى، وقد جاء هذا المعنى في القرآن الكريم، قال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.

وقال تعالى: قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون {الحجر: 56}.

  وقال تعالى: إنه إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون {يوسف: 87}.  

فالأثر كما رأيت ليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا إلى صحابي وهو من رواية وهب بن منبه وقد قال عنه الذهبي في السير: وروايته للمسند قليلة، وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات ومن صحائف أهل الكتاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات