لا يخيب الله أمل من أحسن الظن به

0 312

السؤال

دائما داخلى شعور بأن الله سوف يكرمني بكل شىء أتمناه، وأكون سعيدة جدا عند ما أشعر بهذا الشعور. هل هذا دليل من الله على أنه سوف يكرمني بما أتمناه؟ وهل هذا دليل على رضاء ربنا علي. رجاء الرد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فحسن الظن بالله تعالى والثقة بعظيم فضله وواسع بره من أهم أعمال القلب، وهو مما يحصل به للعبد الراحة والطمأنينة، وهو من أهم أسباب نيل المطلوب ودفع المرهوب.

قال ابن القيم رحمه الله: وكلما كان العبد حسن الظن بالله، حسن الرجاء له، صادق التوكل عليه، فإن الله لا يخيب أمله فيه البتة، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل، ولا يضيع عمل عامل. انتهى. 

 ونرجو أن يكون الله الذي شرح صدرك لحسن الظن به راضيا عنك وأنه تعالى يحقق لك ما تأملينه، لكننا ننبهك إلى أن حسن الظن يستلزم العمل والأخذ بأسباب نيل المطلوب، وبخاصة في أمر الآخرة، فلا يتمادى العبد في المعاصي والمخالفات ويعرض عن شرع الله تعالى زاعما أنه يحسن الظن به فإن هذا من الخذلان، فإنه لو كان صادقا في حسن ظنه بربه لأحسن عمله.

يقول ابن القيم رحمه الله: ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل علم أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه، فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه، فالذي حمله على العمل حسن الظن، فكلما حسن ظنه حسن عمله، وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز، كما في حديث الترمذي والمسند من حديث شداد بن أوس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله . وبالجملة فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة، وأما مع انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتى إحسان الظن. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات