استعمالات لفظة (الكتاب) في القرآن الكريم

0 322

السؤال

أود منكم أن أعرف معنى الكتاب، و لما يجمعنا الله مع غيرنا من أهل الذمم بالكتاب فالكتاب تارة يأتي بمعنى القرآن و تارة بالتوراة و تارة بالإنجيل، و أخرى كتاب لا نعرفه ككتاب الخضر أو الكتاب الذي تعلم منه الأنبياء. أرجو المساعدة في إزالة اللبس حول تلك الكلمة؟
جزاكم الله خيرا.
أرجو أن يكون متخصصا متفهما متفلسفا و لا تكون إجابه قشورية. أسال الله التوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فمعنى الكتاب في القرآن يختلف بحسب السياق، فكثيرا ما يرد مرادا به القرآن كما في  قوله تعالى: ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين {البقرة:2}. 
وقد يرد مرادا به التوراة كما في قوله تعالى:أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون {البقرة:44}وكما في قوله تعالى: وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون {البقرة:53}.

وقد يرد مرادا به الإنجيل كما في قوله تعالى: قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل {المائدة:77}.

وقد يرد مرادا به جنس الكتاب فيشمل كل الكتب المنزلة على الرسل كما في قوله تعالى: كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه {البقرة:213}.

 وقد يرد مرادا به الكتابة والخط كما في قوله تعالى: اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل... {المائدة:110}.

فالمقصود بالكتاب هنا الكتابة أي الخط، وقيل المقصود جنس الكتاب.

قال ابن عطية في تفسيره: والكتاب في هذه الآية مصدر كتب يكتب أي علمتك الخط، ويحتمل أن يريد اسم جنس في صحف إبراهيم وغير ذلك، ثم خص بعد ذلك التوراة والإنجيل بالذكر تشريفا، والحكمة هي الفهم والإدراك في الأمور الشرعية. انتهى.

 

 فينبغي أن تنظر في كل آية وتطالع كتب التفسير فيها فتجد معناها موضحا إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات