سبل علاج الخجل الذي يمنع الإنسان من الإقدام على المهمات

0 314

السؤال

شخص يعاني من مرض نفسي هو الخجل, فإذا أراد أن يتفوق أو يتوظف أو يتطور في مجال ما من مجالات الحياة يجد في نفسه عقدة تعيقه, كما أن هذا الشخص يريد الزواج, وعمره 30 سنة, ماذا يفعل - وهو مريض بالخجل -؟
وما هي أنواع الزواج؟ وهل منها زواج محرم؟
ومقولة: "الزواج نصف الدين" هل هي من حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- ؟
وما حكم الزواج هل هو واجب؟
وما علاج الخجل؟
وهل يسقط الزواج عن من يعاني من مثل هذه الأمراض؟

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا النوع من الخجل عبارة عن عقدة نفسية تعتري الإنسان لأسباب قد ترجع إلى طبيعة شخصيته, أو إلى البيئة التي نشأ فيها أو غير ذلك؛ حيث يشعر بنوع من الخوف والضعف والخور بحيث يقعده عن طلب المعالي، ويشعره بنوع من النقص والاحتقار لشخصه أمام الآخرين.
وعلاجه سهل وميسور لمن كانت له عزيمة صادقة في طلب العلاج. ومن سبل علاجه:

أولا: الالتجاء إلى الله, والتضرع إليه, واليقين بأنه سبحانه مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، قال تعالى: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون {النمل:62}.

ثانيا: الإقدام والاجتهاد في استشعار الثقة بالنفس، فيقدم على ما يريد فعله مما فيه مصلحة دينه أو دنياه مستعينا بربه متوكلا عليه واثقا به، وقد ثبت في صحيح مسلم عنأبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفى كل خير, احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز, وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان".

ثالثا: الاستعاذة بالله من الشيطان وشره، فقد يكون الأمر بسبب نزغات شيطانية يصد بها المسلم عن الخير، قال تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم {فصلت:36}.

رابعا: الاقتداء بالقدوات الصالحة من الأنبياء والمرسلين والصحابة وسائر الصالحين, والحرص على صحبة الأخيار والثقات ممن يحبون لأخيهم المسلم الخير, ويكرهون له الشر.

خامسا: الاستعانة بذوي الخبرة والموثوقين في دينهم من الأطباء المختصين في الطب النفسي, هذا مع العلم بأن بموقعنا قسما خاصا بالاستشارات في مختلف المجالات الطبية والنفسية والاجتماعية وغيرها.

والزواج من الخير الذي ينبغي للمسلم الحرص عليه، ويختلف حكمه باختلاف الأحوال كما هو مبين بالفتوى رقم: 3011, فمن وجب في حقه الزواج - وكان قادرا عليه - لم يكن الخجل عذرا يسقط عنه الإثم, ولا ينبغي للمسلم أن يمنعه الخجل عن الإقدام على الزواج على كل حال، فإنه بذلك يحرم نفسه خيرا كثيرا.
وراجع في بيان الحديث الذي يبين أن الزواج نصف الدين وتوجيه كونه كذلك، الفتوى رقم: 106368.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة