لا يجوز التسمية بـ: عبد الضار ولا عبد المميت

0 261

السؤال

من المعلوم أن أسماء الله الحسنى تبلغ 99 اسما, ومنها: "الضار، والمميت", وقد سألني أحد الأشخاص: هل يجوز - انطلاقا من قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "خير الأسماء ما عبد وحمد" - أن يسمي بعبد الضار، أو عبد المميت، فإن في التسمية بعبد الضار مضمون أن الله يضر – تعالى الله عن ذلك - فما هي حقيقة أسماء الله الحسنى كالأسماء السابقة؟ وهل يجوز التسمية على النحو المذكور؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا تجوز التسمية بعبد الضار, ولا بعبد المميت؛ لأن الضار - ومثله المميت - من أسماء الله تعالى التي لا تفيد معنى الكمال إلا إذا سيقت في مقابلة غيرها, فلا تستعمل مفردة؛ ولهذا لا تمكن التسمية بالضار, إلا بمقارنة النافع, ولا بالمميت إلا بمقارنة المحيي، وهذه بعض نصوص أهل العلم في هذا المعنى: 

يقول صالح آل الشيخ: فثم من الأسماء الحسنى ما لا يكون دالا على الكمال بمفرده، ولا يسوغ التعبيد له، مثل: الضار هو من الأسماء الحسنى، ما نقول: عبد الضار, وأشباه ذلك، مثل: المميت، المحيي المميت، ما نقول: عبد المميت؛ لأن هذه الأسماء تطلق على وجه الكمال, وتكون حسنى مع قرينتها؛ لهذا تجد أنها ملازمة للاسم القرين

ويقول السعدي: ومن أسمائه مالا يؤتى به إلا مع مقابلة الاسم الآخر؛ لأن الكمال الحقيقي تمامه وكماله من اجتماعهما، وذلك مثل هذه الأسماء, وهي متعلقة بأفعاله الصادرة عن إرادته النافذة, وقدرته الكاملة, وحكمته الشاملة, فهو تعالى النافع لمن شاء من عباده بالمنافع الدينية والدنيوية، الضار لمن فعل الأسباب التي توجب ذلك.

ويقول بكر أبو زيد: ومن هذه الأسماء المحرمة شرعا: ........ عبد القيس، عبد النور، عبد العاطي، عبد النافع، عبد الضار.

وحري بالتنبيه أن مثل التسمية بها تعبيدا إطلاق الوصف, فلا يسوغ مفردا أيضا, فلا يقال: الضار دون النافع؛ إذ هما كصفة واحدة. 

يقول الزجاج: الضار النافع هذا كما كنا قدمنا من الاسمين اللذين ضممنا بينهما, وذكرنا أن الجمع بينهما أدل على القدرة, وتمام الحكمة, وكذلك كل اسمين يؤديان بمجموعهما عن معنى واحد, والله - تعالى ذكره - يضر وينفع, ويعطي ويمنع, ودلالة مجموعهما أن الخير والشر بيده, وأنه مسبب كل خير, ودافع كل شر, وأن الخلق تحت لطفه يرجون كرمه.

ويقول السيوطي: الضار، النافع هما كوصف واحد، وهو الوصف بالقدرة التامة الشاملة فهو الذي يصدر عنه النفع، والضر، ولا خير، ولا شر، ولا نفع، ولا ضر إلا وهو صادر عنه منسوب إليه.

ويقول الشيخ العثيمين: وليس الضار من الصفة التي تقال وحدها، بل يقال: النافع الضار معا، فإن قيل: النافع فقط فلا بأس. 

وراجع في بعض ما يتعلق بالسؤال الفتاوى: 1206 - 30452.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة