العبادات في الرسالات السابقة

0 330

السؤال

هل الأديان السابقة لها عبادات كالصلاة، والصيام، والحج وما إلى ذلك؟ فآمل تكرمكم بالإجابة على السؤال بما ورد من الدليل، مع ذكر هذه الديانات كاليهودية، والنصرانية وغيرهما. أسال الله أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على أن الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج وغيرها من العبادات كانت في شرائع الأنبياء قبلنا، فمن ذلك ما ذكره الله عز وجل لما وصف الأنبياء فقال: أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا {مريم:58}. وكان من أول ما أمر به موسى، أن يأمر بني اسرائيل بعد أن آمنوا به، الصلاة، فقال: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين {يونس:87}.

وحكى عن عيسى صلى الله عليه حين تكلم في المهد صبيا أنه: قال: قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا {مريم:30}. وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا {مريم:31}.

وكان من دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة {إبراهيم:37}. وقال الله تعالى عنه: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود {الحج:26}. قال قتادة: القائمون هم المصلون.
وذكر تعالى افتراضها على إسماعيل وإسحاق ويعقوب، فقال سبحانه: واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا {مريم:54} وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا {مريم:55}.

 وقال: ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين {الأنبياء:72} وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين {الأنبياء:73}.

وفي الآيتين الأخيرتين ذكر الزكاة مع الصلاة.

ومن أدلة الزكاة في شرع من قبلنا أيضا قوله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة {البينة:5}.

قال الطبري: وما أمر الله هؤلاء اليهود والنصارى الذين هم أهل الكتاب إلا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين ... وليقيموا الصلاة، وليؤتوا الزكاة. انتهى.
ودليل الصيام قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون {البقرة:183}.

 قال الشعبي وقتادة وغيرهما: التشبيه يرجع إلى وقت الصوم، وقدر الصوم، فإن الله تعالى كتب على قوم موسى وعيسى صوم رمضان فغيروا.

ودليل الحج قوله تعالى مخاطبا إبراهيم عليه الصلاة والسلام: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق {الحج:27}.

ودليل الجهاد في سبيل الله قوله تعالى: فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم  {البقرة:246}.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 47956، 154117، 32220.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة